و يقال إنه مر بها و بين عينيه غرة كغرة الفرس. و كان عند
الأحبار جبة صوف بيضاء قد غمست في دم يحيى بن زكريا و كانوا قد قرءوا في كتبهم إذا
رأيتم هذه الجبة تقطر دما فاعلموا أنه قد ولد أبو السفاك الهتاك فلما رأوا ذلك من
الجبة اغتموا و اجتمع خلق على أن يقتلوا عبد الله فوجدوا الفرصة منه لكون عبد
المطلب في الصيد فقصدوه فأدرك وهب بن عبد مناف الزهري فجاز منه فنظر إلى رجال
نزلوا من السماء و كشفوهم عنه فزوج ابنته من عبد الله قال فمتن من نساء قريش مائتا
امرأة غيره. و يقال إن عبد الله كان في جبينه نور يتلألأ فلما قرب من حمل محمد لم
يطق أحد رؤيته و ما مر بحجر و لا شجر إلا سجد له و سلم عليه فنقل الله منه نوره
يوم عرفة وقت العصر و كان يوم الجمعة إلى آمنة.
و كانت السباع تهرب عن
أبي طالب فاستقبله أسد في طريق الطائف و بصبص[2]
له و تمرغ قبله فقال أبو طالب بحق خالقك أن تبين لي حالك فقال الأسد إنما أنت أبو
أسد الله ناصر نبي الله و مربية فازداد أبو طالب في حب النبي ع و الإيمان به.
[1] ميثت من ماث موثا: اي خلطه و دافه، و في بعض
النسخ قد شبت له. و هو على بناء المجهول: اي اوقدت، و الضمير للمصباح و معنى
الشعر: انها خاطبت بنى هاشم ان آمنه ذهبت النور من اخيكم عبد اللّه او خدعته في
ذلك و تركته بلا نور كما ان المصباح بعد الاطفاء لم يبق منه الا فتيلة فيها دخان.
[2] بصبص الكلب: اي تحرك ذنبه.- و التمرغ: التقلب
و التمعك في التراب.
[3] السفير: الرسول المصلح بين الناس.- و نسر: اسم
صنم يعبد كان لذى كلاع بارض حمير و هو من اصنام قوم نوح.
اسم الکتاب : مناقب آل أبي طالب - ط علامه المؤلف : ابن شهرآشوب الجزء : 1 صفحة : 27