responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مناقب آل أبي طالب - ط علامه المؤلف : ابن شهرآشوب    الجزء : 1  صفحة : 27

كما غادر المصباح بعد خبوه‌

فتايل قد ميثت‌[1] له بدخان‌

و ما كل ما يحوي الفتى من نصيبه‌

بحرص و لا ما فاته بتواني‌

و يقال إنه مر بها و بين عينيه غرة كغرة الفرس. و كان عند الأحبار جبة صوف بيضاء قد غمست في دم يحيى بن زكريا و كانوا قد قرءوا في كتبهم إذا رأيتم هذه الجبة تقطر دما فاعلموا أنه قد ولد أبو السفاك الهتاك فلما رأوا ذلك من الجبة اغتموا و اجتمع خلق على أن يقتلوا عبد الله فوجدوا الفرصة منه لكون عبد المطلب في الصيد فقصدوه فأدرك وهب بن عبد مناف الزهري فجاز منه فنظر إلى رجال نزلوا من السماء و كشفوهم عنه فزوج ابنته من عبد الله قال فمتن من نساء قريش مائتا امرأة غيره. و يقال إن عبد الله كان في جبينه نور يتلألأ فلما قرب من حمل محمد لم يطق أحد رؤيته و ما مر بحجر و لا شجر إلا سجد له و سلم عليه فنقل الله منه نوره يوم عرفة وقت العصر و كان يوم الجمعة إلى آمنة.

و كانت السباع تهرب عن أبي طالب فاستقبله أسد في طريق الطائف و بصبص‌[2] له و تمرغ قبله فقال أبو طالب بحق خالقك أن تبين لي حالك فقال الأسد إنما أنت أبو أسد الله ناصر نبي الله و مربية فازداد أبو طالب في حب النبي ع و الإيمان به.

و الأصل في ذلك‌

أَنَّ النَّبِيِّ ع قَالَ: خُلِقْتُ أَنَا وَ عَلِيٌّ مِنْ نُورٍ وَاحِدٍ نُسَبِّحُ اللَّهَ يَمْنَةَ الْعَرْشِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ اللَّهُ آدَمَ بِأَلْفَيْ عَامٍ الْخَبَرَ.

أَنْشَدَ الْعَبَّاسُ فِي النَّبِيِّ ع‌

مِنْ قَبْلِهَا طِبْتَ فِي الظِّلَالِ وَ فِي‌

مُسْتَوْدَعٍ حَيْثُ يُخْصَفُ الْوَرَقُ‌

ثُمَّ هَبَطْتَ الْبِلَادَ لَا بَشَرٌ

أَنْتَ وَ لَا مُضْغَةٌ وَ لَا عَلَقٌ‌

بَلْ نُطْفَةٌ تَرْكَبُ السَّفِيرَ[3] وَ قَدْ

أَلْجَمَ نَسْراً وَ أَهْلُهُ الْغَرِقُ‌


[1] ميثت من ماث موثا: اي خلطه و دافه، و في بعض النسخ قد شبت له. و هو على بناء المجهول: اي اوقدت، و الضمير للمصباح و معنى الشعر: انها خاطبت بنى هاشم ان آمنه ذهبت النور من اخيكم عبد اللّه او خدعته في ذلك و تركته بلا نور كما ان المصباح بعد الاطفاء لم يبق منه الا فتيلة فيها دخان.

[2] بصبص الكلب: اي تحرك ذنبه.- و التمرغ: التقلب و التمعك في التراب.

[3] السفير: الرسول المصلح بين الناس.- و نسر: اسم صنم يعبد كان لذى كلاع بارض حمير و هو من اصنام قوم نوح.

اسم الکتاب : مناقب آل أبي طالب - ط علامه المؤلف : ابن شهرآشوب    الجزء : 1  صفحة : 27
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست