بْنِ رَبِيعَةَ[1] وَ عَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا. وَ كَانَ النَّبِيُّ ع نَهَى عَنْ مُكَالَمَتِهِمْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الْجُرْفِ لَحِقَهُ عَلِيُّ ع وَ أَخَذَ بِغَرْزِ[2] رَحْلِهِ وَ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ زَعَمَتْ قُرَيْشٌ أَنَّمَا خَلَّفْتَنِي اسْتِثْقَالًا وَ مَقْتاً فَقَالَ ع طَالَ مَا آذَتِ الْأُمَمُ أَنْبِيَاءَهَا أَ مَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى الْخَبَرَ فَقَالَ قَدْ رَضِيتُ قَدْ رَضِيتُ وَ قَالَ ارْجِعْ يَا أَخِي إِلَى مَكَانِكَ وَ إِنَّهُ لَا بُدَّ لِلْمَدِينَةِ مِنِّي أَوْ مِنْكَ وَ أَنْفَذَ مَعَهُ الضُّعَفَاءَ وَ الْمَرْضَى لِقَوْلِهِ لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَ أُخِّرَ أَبُو ذَرٍّ انْتِظَارَ نَاقَتِهِ فَمَشَى رَاجِلًا بِزَادِهِ وَ سِلَاحِهِ فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ ع فِي بَعْضِ الْمَنَازِلِ أَنَّ رَجُلًا يَتْبَعُنَا فَقَالَ هُوَ أَبُو ذَرٍّ رَحِمَ اللَّهُ أَبَا ذَرٍّ يَعِيشُ وَحْدَهُ الْخَبَرَ فَوَصَلَ إِلَى تَبُوكَ فِي شَعْبَانَ يَوْمَ الثَّلَاثَاءِ وَ ظَهَرَ النِّفَاقُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ.
قال الخركوشي كانوا ينيفون[3] على ثلاثين ألفا.
قَالَ الْوَاقِدِيُ مِنْهُمْ عَشَرَةُ آلَافِ فَارِسٍ فَأَقَامَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ يَوْماً فَأَتَاهُ الرَّئِيسُ وَ هُوَ نَجِيَّةُ بْنُ رُؤْبَةَ فَأَعْطَاهُ الْجِزْيَةَ وَ قَبَّلَ لِلْمُسْتَقْبَلِ فَكَتَبَ النَّبِيُّ كِتَاباً وَ هُوَ عِنْدَهُمْ وَ كَتَبَ أَيْضاً لِأَهْلِ جَرْبَاءَ[4] وَ أَذْرُحَ وَ بَعَثَ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ إِلَى أُنَاسٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ وَ جَمُوعٍ مِنْ بِلًى[5] فلَمَّا قَارَبَهُمْ هَرَبُوا وَ بَعَثَ خَالِداً فِي ثَلَاثِمِائَةِ رَجُلٍ ثُمَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ مَعَ سَبْعَمِائَةِ رَجُلٍ إِلَى الْأُكَيْدَرِ صَاحِبِ دُومَةِ الْجَنْدَلِ وَ جَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ ع فِي ثَمَانِمِائَةِ رَأْسٍ وَ أَلْفَيْ بَعِيرٍ وَ أَرْبَعِمِائَةِ دِرْعٍ وَ أَرْبَعِمِائَةِ رُمْحٍ وَ خَمْسِمِائَةِ سَيْفٍ فَصَالَحَهُ النَّبِيُّ ع وَ بَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ وَ زِنْبَاعَ بْنَ رَوْحٍ الُجَذَامِيَّ إِلَى جَمْعٍ مِنْ جُذَامٍ فَأَصَابَ مِنْهُمْ وَ كَانَ آخِرَ غَزَوَاتِهِ ع.
فصل في اللطائف
إن كان لآدم سجود الملائكة مرة فلمحمد ص و الملائكة و الناس أجمعين كل ساعة إلى يوم القيامة و إن كان آدم قبلة الملائكة فقد جعله الله إمام
[1] و في بعض النسخ: مرارة بن الربيع.
[2] الغرز: ركاب الرحل من جلد.
[3] اناف على الشيء: اي اشرف.
[4] جرباء بلد بالشام. و اذرح باعجام الأولى و اهمال الباقي قرية بجنبه.
[5] بلى كرضى: قبيلة معروفة( ق).