وَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع يَقُولُ
لَا يَسْتَوِي مَنْ يَعْمَلُ الْمَسَاجِدَا
يَدْأَبُ فِيهَا قَائِماً وَ قَاعِداً
وَ مَنْ يُرَى عَنِ الْغِيَارِ حَائِداً[1]
ثُمَّ انْتَقَلَ مِنْ بَيْتِ أَبِي أَيُّوبَ إِلَى مَسَاكِنِهِ الَّتِي بُنِيَتْ لَهُ وَ قِيلَ كَانَ مُدَّةُ مُقَامِهِ بِالْمَدِينَةِ إِلَى أَنْ بَنَى الْمَسْجِدَ وَ بُيُوتَهُ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ إِلَى صَفَرٍ مِنَ السَّنَةِ الْقَابِلَةِ.
فَصْلٌ فِي غَزَوَاتِهِ ع
لَمَّا كَانَ بَعْدَ سَبْعَةِ أَشْهُرٍ مِنَ الْهِجْرَةِ نَزَلَ جَبْرَئِيلُ بِقَوْلِهِ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ الْآيَةَ[2] وَ قَلَّدَ فِي عُنُقِهِ سَيْفاً وَ فِي رِوَايَةٍ لَمْ يَكُنْ لَهُ غِمْدٌ فَقَالَ لَهُ حَارِبْ بِهَذَا قَوْمَكَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَهْلُ السِّيَرِ إِنَّ جَمِيعَ مَا غَزَا النَّبِيُّ ع بِنَفْسِهِ سِتٌّ وَ عِشْرُونَ غَزْوَةً عَلَى هَذَا النَّسَقِ الْبُوَاطُ الْعُشَيْرَةُ[3] بَدْرٌ الْأُولَى بَدْرٌ الْكُبْرَى السَّوِيقُ ذِي أَمَرَّةَ أُحُدٌ نَجْرَانُ بَنُو سُلَيْمٍ الْأَسَدُ بَنُو النَّضِيرِ ذَاتُ الرِّقَاعِ بَدْرٌ الْآخِرَةُ دُومَةُ الْجَنْدَلِ وَ الْخَنْدَقُ بَنُو قُرَيْظَةَ بَنُو اللِّحْيَانِ بَنُو قِرْدٍ بَنُو الْمُصْطَلَقِ الْحُدَيْبِيَةُ خَيْبَرُ الْفَتْحُ حُنَيْنٌ الطَّائِفُ تَبُوكَ وَ يَلْحَقُ بِهَا بَنُو قَيْنُقَاعَ قَاتَلَ فِي تِسْعٍ وَ هِيَ بَدْرٌ الْكُبْرَى وَ أُحُدٌ وَ الْخَنْدَقُ وَ بَنِي قُرَيْظَةَ وَ بَنِي الْمُصْطَلَقِ وَ بَنِي لِحَيَانَ وَ خَيْبَرُ وَ الْفَتْحُ وَ حُنَيْنٌ وَ الطَّائِفُ.
وَ أَمَّا سَرَايَاهُ فَسِتٌّ وَ ثَلَاثُونَ أَوَّلُهَا سَرِيَّةُ حَمْزَةَ لَقِيَ أَبَا جَهْلٍ بِسِيفِ الْبَحْرِ فِي ثَلَاثِينَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ بَعَثَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ فِي طَلَبِ عِيرٍ ثُمَّ عُبَيْدَةَ بْنَ الْحَارِثِ بَعْدَ سَبْعَةِ أَشْهُرٍ فِي سِتِّينَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ نَحْوَ الْجُحْفَةِ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ فَتَرَامَوْا بِالْأَحْيَاءِ[4] ابْنُ إِسْحَاقَ وَ غَزَا فِي رَبِيعٍ الْآخَرِ إِلَى قُرَيْشٍ وَ بَنِي ضَمْرَةَ وَ كُرْزِ بْنِ جَابِرٍ الْفِهْرِيِّ حَتَّى بَلَغَ بُوَاطَ السَّنَّةَ الثَّانِيَةَ فِي صَفَرٍ غَزَا وَ دَانَ حَتَّى بَلَغَ الْأَبْوَاءَ وَ فِي رَبِيعٍ الْآخَرِ غَزْوَةُ الْعُشَيْرَةِ مِنْ بَطْنِ يَنْبُعَ وَ وَادَعَ فِيهَا بَنِي مُدْلِجٍ وَ ضَمْرَةَ وَ أَغَارَ كُرْزُ بْنُ جَابِرٍ
[1] الغيار بالياء بمعنى الغيرة و الحائد: اي المعرض و المائل عن الشيء و في بعض النسخ الغبار بالباء الموحدة و كلاهما يناسب المقام.
[2] الحجّ: 40.
[3] بواط- كغراب جبال جهينة بعدها من المدينة اثنى عشر فرسخا.
[4] الاحياء: ماء غزاه عبيدة بن الحارث سيره النبيّ صلّى اللّه عليه و آله.