فثبتت له وزارته ص و
القيام بكل ما كان هارون يقوم به و لم يستثن عليه إلا النبوة كما أخبر الله تعالى وَ اجْعَلْ
لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَ أَشْرِكْهُ فِي
أَمْرِي[2] و قال في
استخلافه له اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَ أَصْلِحْ وَ لا تَتَّبِعْ سَبِيلَ
الْمُفْسِدِينَ[3] فثبتت له
خلافته بمحكم التنزيل فجعل له النبي ص كل ما لهارون ع عدا النبوة و جعل [حصل] له
استخلافه و شد أزره و شركته في أمره و قيامه بنصره و أمثال هذا كثير يرد في مواضعه
من هذا الكتاب بحول الله و قوته.
[مدة إمامته بعد النبي
ص]
فكانت إمامته بعد النبي
ص ثلاثين سنة منها أربع و عشرون سنة و أشهر ممنوعا من التصرف آخذا بالتقية و
المداراة محلا عن مورد الخلافة قليل الأنصار
[1] قال ابن الحجر في تهذيب التهذيب في ترجمة عليّ
عليه السلام ما لفظه: و قد اجمعوا انه اول من صلى القبلتين و هاجر و شهد بدرا
واحدا و ساير المشاهد و انه ابلى ببدر واحد و الخندق و خيبر البلاء العظيم و كان
لواء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بيده في مواطن كثيرة و لم يتخلف الا في
تبوك خلفه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله على المدينة و قال له: انت منى بمنزلة
هارون من موسى الا انه لا نبى بعدى( تهذيب التهذيب ج 7 ص 336 ط حيدرآباد الدكن) و
ذكر مثله ابن الأثير قال في ترجمته( ع) في أسد الغابة: و اجمع أهل التاريخ على انه
شهد بدرا و غيرها من المشاهد و انه لم يشهد غزوة تبوك لا غير لان رسول اللّه صلّى
اللّه عليه و آله خلفه على اهله و ذكر في حديث آخران عليا( ع) قال: يا رسول اللّه
تخلفنى مع النساء و الصبيان؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: اما ترضى أن
تكون منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبوة بعدى[ أسد الغابة ج 4 ص 19 و 26]
و سيأتي في كلام المؤلّف« ره» أيضا بعض الأحاديث في ذلك.