و كيف أطيق أن أحصي مزايا
خصصت بهن من بين العباد
لك الشرف الذي فاق البرايا
و جل علا على السبع الشداد
سبقت إلى المفاخر و السجايا
الكريمة و الندى سبق الجواد
و جود يديك يقصر عن مداه
إذا عد الندى صوب الغواد[1]
و بيتك في العلى سام رحيب
بعيد الذكر مرتفع العماد
أبوك شأى الورى شرفا و مجدا
فأمسى في العلى واري الزناد[2]
و جدك أكرم الثقلين طرا
أقر بفضله حتى الأعادي
إلى الحسن بن فاطمة أثيرت
بحق أينق المدح الجياد[3]
تؤم أبا محمد المرجى
حماد لها و من أمت حماد
أقر الحاسدون له بفضل
عوارفه قلائد في الهواد[4]
بكم نال الهداية ذو ضلال
و أنتم ناهجو سبل الرشاد
و أنتم عصمة الراجي و غوث
يفوق الغيث في السنة الجماد[5]
محضتكم المودة غير وان
و أرجو الأجر في صدق الوداد
و كم عاندت فيكم من عدو
و فيكم لا أخاف من العناد
و من يك ذا مراد في أمور
فإن ولاءكم أقصى مرادي
أرجيكم لآخرتي و أبغي
بكم نيل المطالب في معادي
و ما قدمت من زاد سواكم
و نعم الزاد يوم البعث زادي
[1] غواد جمع الغادية: السحابة تنشأ غدوة.
[2] شأى القوم: سبقهم. و ورى الزند: خرجت ناره.
[3] ثار: هاج. و اينق جمع الناقة.
[4] العوارف: العطايا و الهواد: الاعناق.
[5] السنة الجماد: اي لم يصبها مطر.