اسم الکتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة ط- القديمة المؤلف : الإربلي، علي بن عيسى الجزء : 1 صفحة : 58
طريق الحق و عدلوا عن سنن المكابرة و المباهتة و تركوا بنيات
الطريق[1] و قد خلصنا
نحن من هذه العهدة فإن الأئمة الاثني عشر ع قد تعينوا عندنا بنصوص واضحة جلية لا
شك فيها و لا لبس و لم نحتج في الإقرار بهم ع و الاعتراف بإمامتهم إلى استنباط ذلك
من كتبهم و إنما أوردنا من ذلك ما أوردناه ليكون حجة عليهم و لا يقدح في مرادنا
كونهم ع منعوا الخلافة و عزلوا عن المنصب الذي اختارهم الله له و استبد به دونهم
إذ لم يقدح في نبوة الأنبياء ع تكذيب من كذبهم و لا وقع الشك فيهم لانحراف من
انحرف عنهم و لا شوه وجوه محاسنهم تقبيح من قبحها و لا نقص شرفهم خلاف من عاندهم و
نصب لهم العداوة و جاهرهم بالعصيان
فأما (النص) فكما قال
الشيخ كمال الدين و هو أن النبي ص نصها في علي ع كما سنذكره في بابه عند وصولنا
إليه من طرقنا و طرقهم و أما العدة و تعيينها فإن صدقهم ع و عصمتهم ثابتة في كتب
أصولنا و هم أخبرونا بولاية كل واحد واحد منهم ع و أخبرونا بالإمام الثاني عشر و
اسمه و صفته و اسم أبيه و حال غيبته و أمر ظهوره و صح ذلك عندنا و ثبت ثبوتا لم
نحتج معه إلى غيرنا و إنما نذكر ذلك من أقوالهم ليكون حجة عليهم و بسط هذا القول و
مفصل هذه الجملة يرد في أخبار مولانا الخلف الصالح صاحب الأمر صلى الله عليه و على
آله الطاهرين
[1] بنيات الطريق- بضم الموحدة و فتح النون و
الياء المشددة- الطرق الصغيرة المتشعبة من الجادة.