(الوجه الثالث) قال الله
تعالى وَ مِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ
وَ قَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً[2] فجعل الأسباط الهداة
إلى الحق بهذه العدة فتكون الأئمة كذلك.
(الوجه الرابع) أن مصالح
العالم في تصرفاتهم لما كانت في حصولها مفتقرة إلى الزمان و كان عبارة عن الليل و
النهار و كل واحد منهما حال الاعتدال مركب من اثنتي عشرة ساعة و كانت مصالح العالم
مفتقرة إلى الأئمة ع و إرشادها فجعلت عدتهم كذلك.
(الوجه الخامس) قال و هو
وجه صباحته واضحة و أنواره لائحة و تقريره أن نور الإمامة يهدي القلوب و العقول
إلى سلوك طريق الحق كما يهدي نور الشمس و القمر أبصار الخلائق إلى سلوك الطرق و
لما كان محل هذين النورين الهاديين للأبصار البروج الاثنا عشر فمحل النور الثاني
الهادي للبصائر و هو نور الإمامة الأئمة الاثني عشر.
و في هذا إشارة لطيفة و
حكمة شريفة و هو أن آخر محل ذلك النور الحوت و هو آخر البروج و هو حامل لأثقال
الوجود فآخر محال النور الثاني عشر و هو نور الإمامة حامل أثقال مصالح أديانهم و
هو المهدي ع.
(الوجه السادس) و هو من
جميع الوجوه أولاها مساقا و أجلاها إشراقا و أحلاها مذاقا و أعلاها في ذرى الحكم
طباقا و تقريره