أَبُو مُحَمَّدٍ وُلِدَ بِالْمَدِينَةِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ مِنَ الْهِجْرَةِ كَانَ أَشْبَهَ النَّاسِ بِرَسُولِ اللَّهِ ص.
و قال أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي في كتاب إعلام الورى الباب الأول في ذكر الحسن بن علي بن أبي طالب ع الإمام الثاني و السبط الأول سيد شباب أهل الجنة و يتضمن خمسة فصول في ذكر مولده و مبلغ عمره و مدة خلافته و وقت وفاته و موضع قبره ع.
وُلِدَ ع لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ مِنَ الْهِجْرَةِ وَ قِيلَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَ كُنْيَتُهُ أَبُو مُحَمَّدٍ.
وَ جَاءَتْ بِهِ أُمُّهُ فَاطِمَةُ سَيِّدَةُ النِّسَاءِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص يَوْمَ السَّابِعِ مِنْ مَوْلِدِهِ فِي خِرْقَةٍ مِنْ حَرِيرِ الْجَنَّةِ نَزَلَ بِهَا جَبْرَئِيلُ ع إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فَسَمَّاهُ حَسَناً وَ عَقَّ عَنْهُ كَبْشاً وَ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ لَهُ سَبْعُ سِنِينَ وَ أَشْهُرٌ وَ قِيلَ ثَمَانِي سِنِينَ.
وَ قَامَ بِالْأَمْرِ بَعْدَ أَبِيهِ ع وَ لَهُ سَبْعٌ وَ ثَلَاثُونَ سَنَةً وَ أَقَامَ فِي خِلَافَتِهِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ وَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَ صَالَحَ مُعَاوِيَةَ سَنَةَ إِحْدَى وَ أَرْبَعِينَ وَ إِنَّمَا هَادَنَهُ[1] خَوْفاً عَلَى نَفْسِهِ لِأَنَّ جَمَاعَةً مِنْ رُؤَسَاءِ أَصْحَابِهِ كَاتَبُوا مُعَاوِيَةَ وَ ضَمِنُوا لَهُ تَسْلِيمَ الْحَسَنِ ع إِلَيْهِ عِنْدَ دُنُوِّ عَسْكَرِهِ مِنْ عَسْكَرِهِ وَ لَمْ يَكُنْ مِنْهُمْ مَنْ يَأْمَنْ غَائِلَتَهُ إِلَّا جَمَاعَةٌ مِنْ شِيعَتِهِ لَا يَقُومُونَ بِأَهْلِ الشَّامِ وَ كَتَبَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ فِي الْهُدْنَةِ وَ الصُّلْحِ وَ بَعَثَ بِكُتُبِ أَصْحَابِهِ إِلَيْهِ فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِكَ بَعْدَ أَنْ شَرَطَ عَلَيْهِ شُرُوطاً كَثِيرَةً مِنْهَا أَنْ يَتْرُكَ سَبَّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ الْقُنُوتَ عَلَيْهِ فِي الصَّلَوَاتِ وَ أَنْ يُؤْمِنَ شِيعَتِهِ وَ لَا يَتَعَرَّضَ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ بِسُوءٍ وَ يُوصِلَ إِلَى كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ فَأَجَابَهُ مُعَاوِيَةُ إِلَى ذَلِكَ كُلِّهِ وَ عَاهَدَهُ عَلَى الْوَفَاءِ بِهِ فَلَمَّا اسْتَتَمَّتِ الْهُدْنَةُ قَالَ فِي خُطْبَتِهِ إِنِّي مَنَّيْتُ الْحَسَنَ وَ أَعْطَيْتُهُ أَشْيَاءَ جَعَلْتُهَا تَحْتَ قَدَمَيَّ لَا أَفِي بِشَيْءٍ مِنْهَا لَهُ.
وَ خَرَجَ الْحَسَنُ ع إِلَى الْمَدِينَةِ وَ أَقَامَ بِهَا عَشْرَ سِنِينَ وَ مَضَى إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى
[1] هادنه: صالحه. و الهدنة: المصالحة.