أقول ربما سمع أمثال هذه
الأحاديث التي تفرد أصحابنا الشيعة بنقلها في هذا المعنى و غيره بعض المتسرعين
فيطلق لسانه بالطعن فيها و تكذيب من رواها غير ناظر في الأمر الذي من أجله صدق ما
رواه و كذب غيره و أنا أذكر فصلا غرضي فيه الإنصاف و قصدي فيه توخي الحق و الله
يعلم أنها عادتي في كل ما أورده و طريقي كلما أتيته و أنت أيدك الله متى نظرت في
ذلك نظر من يريد تحقيق الحق ظهر لك صحة ما أوردته و حقيقة ما أردته.
و بيان هذا أنه لا يقتضي
عقل من يؤمن بالله و اليوم الآخر و يقول بالبعث و النشور و يصدق بالجنة و النار أن
يسعى لنفسه في البعد من الله و رسوله و جنته و القرب من عذاب الله و سخطه و ناره
نعوذ بالله من ذلك فمن المحال أن الشيعي يعلم أن حديثا ورد في حق أحد من الصحابة
فيقول ببطلانه و يميل إلى تكذيبه أو يحرفه عما ورد لأجله مكابرة للحق و دفعا له
بالراح و إقداما على الله و رسوله و كذبا على الله و رسوله