لَيُرَى بَيَاضُ مَا تَحْتَ مَنْكِبَيْهِ وَ هُوَ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.
[غزوة حنين]
ثُمَّ كَانَتْ غَزْوَةُ حُنَيْنٍ فَاسْتَظْهَرَ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ ص بِكَثْرَةِ الْجَمْعِ فَخَرَجَ وَ مَعَهُ عَشَرَةُ آلَافٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَظَنَّ أَكْثَرُهُمْ أَنْ لَنْ يُغْلَبُوا لَمَّا شَاهَدُوا مِنْ كَثْرَةِ جَمْعِهِمْ وَ عَدَدِهِمْ وَ عُدَّتِهِمْ وَ أَعْجَبَ أَبَا بَكْرٍ الْكَثْرَةَ يَوْمَئِذٍ فَقَالَ لَنْ يُغْلَبَ الْيَوْمَ مِنْ قِلَّةٍ فَكَانَ الْأَمْرُ بِخِلَافِ مَا ظَنُّوهُ وَ عَانَهُمْ أَبُو بَكْرٍ[1] فَلَمَّا الْتَقَوْا لَمْ يَلْبَثُوا وَ انْهَزَمُوا بِأَجْمَعِهِمْ وَ لَمْ يَبْقَ مَعَ النَّبِيِّ ص إِلَّا تِسْعَةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ وَ عَاشِرُهُمْ أَيْمَنُ ابْنُ أُمِّ أَيْمَنَ وَ قُتِلَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ ثَبَتَ التِّسْعَةُ الْهَاشِمِيُّونَ وَ رَجَعُوا بَعْدَ ذَلِكَ وَ تَلَاحَقُوا وَ كَانَتِ الْكَرَّةُ لَهُمْ عَلَى الْمُشْرِكِينَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي إِعْجَابِ أَبِي بَكْرٍ بِالْكَثْرَةِ وَ يَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَ ضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ[2] يُرِيدُ عَلِيّاً ع وَ مَنْ ثَبَتَ مَعَهُ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ ثَمَانِيَةٌ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَنْ يَمِينِ رَسُولِ اللَّهِ وَ الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ يَسَارِهِ وَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ مُمْسِكٌ بِسَرْجِهِ عِنْدَ نَفْرِ بَغْلَتِهِ وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِالسَّيْفِ بَيْنَ يَدَيْهِ وَ نَوْفَلُ بْنُ حَرْثٍ وَ رَبِيعَةُ بْنُ الْحَرْثِ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ عُتْبَةُ وَ مُعَتِّبُ ابْنَا أَبِي لَهَبٍ حَوْلَهُ وَ فِي ذَلِكَ يَقُولُ مَالِكُ بْنُ عِبَادَةِ الْغَافِقِيُ
لَمْ يُوَاسِ النَّبِيَّ غَيْرُ بَنِي
هَاشِمٍ عِنْدَ السُّيُوفِ يَوْمَ حُنَيْنٍ
هَرَبَ النَّاسُ غَيْرَ تِسْعَةٍ وَ رَهْطٍ
فَهُمْ يَهْتِفُونَ بِالنَّاسِ أَيْنَ[3]
ثُمَّ قَامُوا مَعَ النَّبِيِّ عَلَى الْمَوْتِ
فَأَبَوْا زَيْناً لَنَا غَيْرَ شَيْنٍ[4]
[1] أي اصابهم بالعين.
[2] التوبة: 25.
[3] هتف فلان بفلان: صاح.
[4] آب: رجع.