فأعجب بهذه المكارم و
الأفعال و القضايا التي هي غرر في جبهات الأيام و الزهادة التي فاق بها جميع
الأنام و الورع الذي حمله على ترك الحلال فضلا عن الحرام و العبادة التي أوصلته
إلى مقام وقف دونه كل الأقوام.
مناقب لجت في علو كأنها
تحاول نارا عند بعض الكواكب
محاسن من مجد متى يقرنوا بها
محاسن أقوام تعد كالمعايب.
و لما ألزم نفسه الشريفة
تحمل هذه المتاعب و قادها إلى أتباعه فانقادت انقياد الجنائب و ملكها حتى صاحب
منها أكرم عشير و خير مصاحب و استشارها ليختبرها فلم تنه إلا عن منكر و لا أمرت
إلا بواجب صار له ذلك طبعا و سجية و انضم عليه ظاهرا و نية و أعمل فيه عزيمة كهمته
قوية و استوى في السعي لبلوغ غاياته علانية و طوية فما تحرك حركته إلا بفكر و في
تحصيل أجر و في تخليد
[1] الزقاق جمع الزق- بالكسر-: جلد يجز و لا ينتف
للشراب و غيره.
اسم الکتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة ط- القديمة المؤلف : الإربلي، علي بن عيسى الجزء : 1 صفحة : 176