responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة ط- القديمة المؤلف : الإربلي، علي بن عيسى    الجزء : 1  صفحة : 176

الرَّاوِي كَفَّيْهِ وَ جَمَعَهَا فَعَدَّتْ لِي سِتَّ عَشْرَةَ تَمْرَةً فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ ص فَأَخْبَرْتُهُ فَأَكَلَ مَعِي مِنْهَا.

الذنوب الدلو الملأى ماء و مجلت يده تمجل مجلا إذا تنفطت من العمل و مجلت بالكسر مجلا و أمجل العمل يده.

وَ مِنْ ذَلِكَ‌ أَنَّهُ أُتِيَ بِزِقَاقٍ‌[1] فِيهَا عَسَلٌ مِنَ الْيَمَنِ وَ نَزَلَ بِالْحَسَنِ ع ضَيْفٌ فَاشْتَرَى خُبْزاً وَ طَلَبَ مِنْ قَنْبَرَ أُدْماً فَفَتَحَ زِقّاً وَ أَعْطَاهُ مِنْهُ رِطْلًا فَلَمَّا قَعَدَ ع لِيَقْسِمَهَا قَالَ يَا قَنْبَرُ قَدْ حَدَثَ فِي هَذَا الزِّقِّ حَدَثٌ قَالَ صَدَقْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ أَخْبَرَهُ فَغَضِبَ وَ قَالَ عَلَيَّ بِهِ فَلَمَّا حَضَرَ هَمَّ بِضَرْبِهِ فَأَقْسَمَ عَلَيْهِ بِعَمِّهِ جَعْفَرٍ وَ كَانَ ع إِذَا أَقْسَمَ بِهِ عَلَيْهِ سَكَنَ فَقَالَ مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ أَخَذْتَ قَبْلَ الْقِسْمَةِ قَالَ إِنَّ لَنَا فِيهِ حَقّاً فَإِذَا أَعْطَيْتَنَا رَدَدْنَاهُ قَالَ لَا يَجُوزُ أَنْ تَنْتَفِعَ بِحَقِّكَ قَبْلَ انْتِفَاعِ النَّاسِ لَوْ لَا أَنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ ص يُقَبِّلُ ثَنِيَّتَكَ لَأَوْجَعْتُكَ ضَرْباً ثُمَّ دَفَعَ إِلَى قَنْبَرَ دِرْهَماً وَ قَالَ اشْتَرِ بِهِ مِنْ أَجْوَدِ عَسَلٍ يُوجَدُ قَالَ الرَّاوِي فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى يَدِ عَلِيٍّ عَلَى فَمِ الزِّقِّ وَ قَنْبَرُ يَقْلِبُ الْعَسَلَ فِيهِ ثُمَّ شَدَّهُ بِيَدِهِ وَ هُوَ يَبْكِي وَ يَقُولُ اللَّهُمَّ اغْفِرْهَا لِلْحَسَنِ فَإِنَّهُ لَمْ يَعْلَمْ.

فأعجب بهذه المكارم و الأفعال و القضايا التي هي غرر في جبهات الأيام و الزهادة التي فاق بها جميع الأنام و الورع الذي حمله على ترك الحلال فضلا عن الحرام و العبادة التي أوصلته إلى مقام وقف دونه كل الأقوام.

مناقب لجت في علو كأنها

تحاول نارا عند بعض الكواكب‌

محاسن من مجد متى يقرنوا بها

محاسن أقوام تعد كالمعايب.

و لما ألزم نفسه الشريفة تحمل هذه المتاعب و قادها إلى أتباعه فانقادت انقياد الجنائب و ملكها حتى صاحب منها أكرم عشير و خير مصاحب و استشارها ليختبرها فلم تنه إلا عن منكر و لا أمرت إلا بواجب صار له ذلك طبعا و سجية و انضم عليه ظاهرا و نية و أعمل فيه عزيمة كهمته قوية و استوى في السعي لبلوغ غاياته علانية و طوية فما تحرك حركته إلا بفكر و في تحصيل أجر و في تخليد


[1] الزقاق جمع الزق- بالكسر-: جلد يجز و لا ينتف للشراب و غيره.

اسم الکتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة ط- القديمة المؤلف : الإربلي، علي بن عيسى    الجزء : 1  صفحة : 176
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست