responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة ط- القديمة المؤلف : الإربلي، علي بن عيسى    الجزء : 1  صفحة : 162

يدانيها أحد من الناس و أن محله من رسول الله ص عالي البناء محكم الأساس و أن شرفه قد بلغ الغاية التي تحير صفتها الألباب و يعجز إدراكها الأصحاب و يجب على العقلاء أن يلقوا إليها بالمقاليد إذعانا لشأوها البعيد[1] فإنه جعل حاله مثل حاله و نزله منزلته في هذا و في كثير من أقواله و من كان حجة على العباد فمن ينسج على منواله أو يحذو على مثاله أم كيف يمنع عن أفعاله و هو حجة على الناس و هم من عياله ص.

و نزيده إيضاحا و هو أن هذا يدل على أن كلما كان للنبي ص فلعلي مثله لاشتراكهما في أنهما حجة الله على عباده فأما النبوة فإنها خرجت بدليل آخر فبقي ما عداها من الولاية عليهم و جباية خراجهم و قسمته بينهم و إقامة حدودهم و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و هذا واضح لمن تأمله و أنصف‌

في وصف زهده في الدنيا و سنته في رفضها و قناعته باليسير منها و عبادته‌

قَالَ الْخُوَارِزْمِيُّ وَ نَقَلْتُهُ مِنْ مَنَاقِبِهِ عَنْ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ‌ يَا عَلِيُّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى زَيَّنَكَ بِزِينَةٍ لَمْ يُزَيِّنِ الْعِبَادَ بِزِينَةٍ هِيَ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْهَا زَهَّدَكَ فِيهَا وَ بَغَّضَهَا إِلَيْكَ وَ حَبَّبَ إِلَيْكَ الْفُقَرَاءَ فَرَضِيتَ بِهِمْ أَتْبَاعاً وَ رَضُوا بِكَ إِمَاماً يَا عَلِيُّ طُوبَى لِمَنْ أَحَبَّكَ وَ صَدَّقَ عَلَيْكَ وَ الْوَيْلُ لِمَنْ أَبْغَضَكَ وَ كَذَّبَ عَلَيْكَ أَمَّا مَنْ أَحَبَّكَ وَ صَدَّقَ عَلَيْكَ فَإِخْوَانُكَ فِي دِينِكَ وَ شُرَكَاؤُكَ فِي جَنَّتِكَ وَ أَمَّا مَنْ أَبْغَضَكَ وَ كَذَّبَ عَلَيْكَ فَحَقِيقٌ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يُقِيمَهُ مَقَامَ الْكَذَّابِينَ.

وَ مِنْهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عَلِيٍّ ع قَمِيصاً زَرِيّاً[2] إِذَا مَدَّهُ بَلَغَ الظُّفُرَ وَ إِذَا أَرْسَلَهُ كَانَ مَعَ نِصْفِ الذِّرَاعِ.

" وَ مِنْهُ قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مَا عَلِمْنَا أَنَّ أَحَداً كَانَ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ


[1] الشأو: الامد و الغاية يقال:[ فلان بعيد الشأو].

[2] الزرى بتشديد الياء- الحقير الذي لا يعد شيئا.

اسم الکتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة ط- القديمة المؤلف : الإربلي، علي بن عيسى    الجزء : 1  صفحة : 162
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست