و في هذا القول إشارة
إلى علمه ص بهذه الكتب المنزلة
و أما تفصيل العلوم
فمنه ابتداؤها و إليه تنسب
أما علم الكلام فالقائم
بها الأشاعرة و المعتزلة و الشيعة و الخوارج هؤلاء أشهر فرقهم و أئمة هذه الطوائف
إليه ع يعتزون.
أما المعتزلة فينسبون
أنفسهم إليه و أما الأشاعرة فإمامهم أبو الحسن[1] كان تلميذا لأبي علي الجبائي و كان
الجبائي ينسب إليه و أما الشيعة فانتسابهم إليه ظاهر و أما الخوارج فأكابرهم و
رؤساؤهم تلامذة له.
فإذا كان علماء الإسلام
و أئمة علم الأصول ينتسبون إليه كفى ذلك دليلا على غزارة علمه و أقصى المطالب في
علم الأصول علم التوحيد و العلم بالقضاء و القدر و العلم بالنبوة و العلم بالمعاد
و البعث و الآخرة و كلامه ع يشهد بمكانه من هذه العلوم و معرفته بها و بلوغه فيها
ما تعجز الأوائل و الأواخر فمن تدبر معاني كلامه و عرف مواقعه علم أنه البحر الذي
لا يساحل و الحبر الذي لا يطاول.
و أما علم الفروع فهو
ينقسم إلى قسمين قسم يتعلق بالأحياء و هو أنواع من الأحكام و غيرها و قسم يتعلق
بالأموات و هو علم الفرائض و قسمة التركات و بهذا الاعتبار سمى النبي ص الفرائض
نصف العلم
و هو أول ما ينزع من
أمتي و- علي ع قد تسنم هذه الذرى[2] و فضل فيها
جميع الورى فأسمع به و أبصر فلا تسمع بمثله غيره و لا ترى و اهتد إلى اعتقاد فضله
بناره فما كل نار أضرمت نار قرى و اعلم يقينا أنه في علومه
[1] هو أبو الحسن عليّ بن إسماعيل الأشعريّ
المنتسب الى أبى موسى الأشعريّ و إليه تنسب الأشاعرة.
[2] تسنم الشيء: علاه- مثل سنم- و الذرى جمع
الذروة: اعلى الشيء.
اسم الکتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة ط- القديمة المؤلف : الإربلي، علي بن عيسى الجزء : 1 صفحة : 131