responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة ط- القديمة المؤلف : الإربلي، علي بن عيسى    الجزء : 1  صفحة : 131

وَ بَيْنَ أَهْلِ الزَّبُورِ بِزَبُورِهِمْ وَ بَيْنَ أَهْلِ الْفُرْقَانِ بِفُرْقَانِهِمْ وَ اللَّهِ مَا مِنْ آيَةٍ نَزَلَتْ فِي بَرٍّ أَوْ بَحْرٍ وَ لَا سَهْلٍ وَ لَا جَبَلٍ وَ لَا لَيْلٍ وَ لَا نَهَارٍ إِلَّا وَ أَنَا أَعْلَمُ فِيمَنْ أُنْزِلَتْ وَ فِي أَيِّ شَيْ‌ءٍ نَزَلَتْ.

و في هذا القول إشارة إلى علمه ص بهذه الكتب المنزلة

و أما تفصيل العلوم فمنه ابتداؤها و إليه تنسب‌

أما علم الكلام فالقائم بها الأشاعرة و المعتزلة و الشيعة و الخوارج هؤلاء أشهر فرقهم و أئمة هذه الطوائف إليه ع يعتزون.

أما المعتزلة فينسبون أنفسهم إليه و أما الأشاعرة فإمامهم أبو الحسن‌[1] كان تلميذا لأبي علي الجبائي و كان الجبائي ينسب إليه و أما الشيعة فانتسابهم إليه ظاهر و أما الخوارج فأكابرهم و رؤساؤهم تلامذة له.

فإذا كان علماء الإسلام و أئمة علم الأصول ينتسبون إليه كفى ذلك دليلا على غزارة علمه و أقصى المطالب في علم الأصول علم التوحيد و العلم بالقضاء و القدر و العلم بالنبوة و العلم بالمعاد و البعث و الآخرة و كلامه ع يشهد بمكانه من هذه العلوم و معرفته بها و بلوغه فيها ما تعجز الأوائل و الأواخر فمن تدبر معاني كلامه و عرف مواقعه علم أنه البحر الذي لا يساحل و الحبر الذي لا يطاول.

و أما علم الفروع فهو ينقسم إلى قسمين قسم يتعلق بالأحياء و هو أنواع من الأحكام و غيرها و قسم يتعلق بالأموات و هو علم الفرائض و قسمة التركات و بهذا الاعتبار سمى النبي ص الفرائض نصف العلم‌

حَيْثُ قَالَ: تَعَلَّمُوا الْفَرَائِضَ وَ عَلِّمُوهَا فَإِنَّهَا نِصْفُ الْعِلْمِ.

و هو أول ما ينزع من أمتي و- علي ع قد تسنم هذه الذرى‌[2] و فضل فيها جميع الورى فأسمع به و أبصر فلا تسمع بمثله غيره و لا ترى و اهتد إلى اعتقاد فضله بناره فما كل نار أضرمت نار قرى و اعلم يقينا أنه في علومه‌


[1] هو أبو الحسن عليّ بن إسماعيل الأشعريّ المنتسب الى أبى موسى الأشعريّ و إليه تنسب الأشاعرة.

[2] تسنم الشي‌ء: علاه- مثل سنم- و الذرى جمع الذروة: اعلى الشي‌ء.

اسم الکتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة ط- القديمة المؤلف : الإربلي، علي بن عيسى    الجزء : 1  صفحة : 131
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست