responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجواهر السنية في الأحاديث القدسية المؤلف : الشيخ حرّ العاملي    الجزء : 1  صفحة : 644

باب أبي عبد اللَّه جعفر بن محمّد الصادق عليهما السلام‌

محمّد بن يعقوب عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن أبي عليّ محمّد بن الحسن عن الحسين بن أسد عن الحسين بن علوان قال‌: كنّا في مجلس نطلب فيه العلم و قد نفدت نفقتي في بعض الأسفار، فقال لي بعض أصحابنا: من تؤمّل لما قد نزل بك؟ فقلت: فلانا، فقال: إذا و اللَّه لا تسعف حاجتك و لا تبلغ أملك و لا تنجح طلبتك، فقلت: و ما عليك رحمك اللَّه؟ فقال: إنّ أبا عبد اللَّه عليه السلام حدّثني أنّه قرأ في بعض الكتب أنّ اللَّه تعالى يقول:

و عزّتي و جلالي و مجدي و ارتفاعي على عرشي لأقطعنّ أمل كلّ مؤمّل غيري باليأس، و لأكسونّه ثوب المذلّة بين الناس، و لأنحّينّه من قربي، و لأبعدنّه من وصلي، أ يؤمّل غيري في الشدائد و الشدائد بيدي؟! و يرجو غيري و يقرع بالفكر باب غيري و بيدي مفاتيح الأبواب و هي مغلقة و بابي مفتوح لمن دعاني؟! فمن الذي أمّلني لنوائبه فقطعته دونها؟ و من ذا الذي رجاني لعظيمة فقطعت رجاءه؟ جعلت آمال عبادي عندي محفوظة فلم يرضوا بحفظي، و ملأت سماواتي ممّن لا يملّ من تسبيحي و أمرتهم أن لا يغلقوا الأبواب بيني و بين عبادي فلم يثقوا بقولي، ألم يعلم من طرقته نائبة من نوائبي أنّه لا يملك كشفها أحد غيري؟

ألا من بعد إذني فما لي أراه لاهيا عنّي؟! أعطيته بجودي ما لم يسألني ثمّ انتزعته منه فلم يسألني ردّه و سأل غيري، أفتراني أبدأ بالعطاء قبل المسألة ثمّ اسأل فلا اجيب سائلي؟! أ بخيل أنا فيبخلني عبدي؟! أو ليس العفو و الرحمة بيدي؟! أو ليس أنا محلّ الآمال فمن يقطعها دوني؟! أ فلا يخشى المؤمّلون أن يؤمّلوا غيري؟ فلو أنّ أهل سماواتي و أهل أرضي أمّلوا جميعا ثمّ أعطيت كلّ واحد منهم مثل ما أمّل الجميع ما انتقص من ملكي ذرّة، و كيف ينقص ملك أنا قيّمه؟! فيا بؤسي للقانطين من رحمتي! و يا بؤسي لمن عصاني و لم يراقبني!.

اسم الکتاب : الجواهر السنية في الأحاديث القدسية المؤلف : الشيخ حرّ العاملي    الجزء : 1  صفحة : 644
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست