اسم الکتاب : درخشان پرتوى از اصول كافى المؤلف : حسينى همدانى نجفى، محمد الجزء : 1 صفحة : 195
فلا مدفع لقدرته، الذى نأى من الخلق فلا شىء كمثله الذى خلق
خلقه لعبادته و أقدرهم على طاعته بما جعل فيهم، و قطع عذرهم بالحجج، فعن بينة هلك
من هلك و بمنه نجا من نجا و للَّه الفضل مبدءا و معيدا، ثم ان اللَّه- و له الحمد-
افتتح الحمد لنفسه و ختم امر الدنيا و محل الآخرة بالحمد لنفسه، فقال: «وَ قُضِيَ
بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَ قِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ».
الحمد للَّه اللابس
الكبرياء بلا تجسيد و المرتدى بالجلال بلا تمثيل و المستوى على العرش بغير زوال و
المتعالى على الخلق بلا تباعد منهم و لا ملامسة منه لهم، ليس له حد ينتهى الى حده
و لا له مثل فيعرف بمثله، ذل من تجبر غيره و صغر من تكبر دونه و تواضعت الاشياء
لعظمته و انقادت لسلطانه و عزته و كلت عن ادراكه طروف العيون و قصرت دون بلوغ صفته
أوهام الخلائق الاول قبل كل شىء و لا قبل له و الآخر بعد كل شىء و لا بعد له،
الظاهر على كل شىء بالقهر له و المشاهد لجميع الاماكن بلا انتقال اليها، لا تلمسه
لامسة و لا تحسه حاسة، هُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَ فِي الْأَرْضِ إِلهٌ وَ
هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ، أتقن ما أراد من خلقه من الاشباح كلها، لا
بمثال سبق اليه و لا لغوب دخل عليه في خلق ما خلق لديه، ابتدأ ما أراد ابتداءه و
إنشاءه على ما أراد إنشاءه، على ما أراد من الثقلين: الجن و الانس، ليعرفوا بذلك
ربوبيته و تمكن فيهم طاعته.
نحمده بجميع محامده
كلها، على جميع نعمائه كلها، و نستهديه لمراشد امورنا و نعوذ به من سيئات أعمالنا
و نستغفره للذنوب التى سبقت منا و نشهد أن لا اله الا اللَّه و ان محمدا عبده و
رسوله، بعثه بالحق نبيا دالا عليه و هاديا اليه، فهدى به من الضلالة و استنقذنا به
من الجهالة، مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً
عَظِيماً و نال ثوابا جزيلا وَ مَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَقَدْ
خَسِرَ خُسْراناً مُبِيناً و استحق عذابا أليما، فانجعوا بما يحق
اسم الکتاب : درخشان پرتوى از اصول كافى المؤلف : حسينى همدانى نجفى، محمد الجزء : 1 صفحة : 195