اسم الکتاب : الفروق في اللغة المؤلف : أبو هلال العسكري الجزء : 1 صفحة : 90
قلدته إثما ان كان فيه و ألزمته اياه الزام القلادة عنقه، و
لو كان التقليد حقا لم يكن بين الحق و الباطل فرق.
(الفرق) بين التقليد و التنحيت،
أن التنحيت هو الاعتقاد
الذي يعتد به الانسان من غير أن يرجحه على خلافه أو يخطر بباله أنه بخلاف ما
اعتقده، و هو مفارق للتقليد لأن التقليد ما يقلد فيه الغير و التنحيت لا يقلد فيه
أحد.
(الفرق) بين النسيان و السهو
أن النسيان انما يكون
عما كان، و السهو يكون عما لم يكن تقول نسيت ما عرفته و لا يقال سهوت عما عرفته و
انما تقول سهوت عن السجود في الصلاة فتجعل السهو بدلا عن السجود الذي لم يكن و
السهو و المسهو عنه يتعاقبان، و فرق آخر أن الانسان[1] انما ينسى ما كان ذاكرا له، و السهو
يكون عن ذكر و عن غير ذكر لأنه خفاء المعنى بما يمتنع به ادراكه، و فرق آخر و هو
أن الشيء الواحد محال أن يسهى عنه في وقت و لا يسهى عنه في وقت آخر و انما يسهى
في وقت آخر عن مثله و يجوز أن ينسى الشيء الواحد في وقت و يذكره في وقت آخر.
(الفرق) بين السهو و الغفلة
أن الغفلة تكون عما
يكون، و السهو يكون عما لا يكون تقول غفلت عن هذا الشيء حتى كان و لا تقول سهوت
عنه حتى كان لأنك اذا سهوت عنه لم يكن و يجوز أن تغفل عنه و يكون، و فرق آخر أن
الغفلة تكون عن فعل الغير تقول كنت غافلا عما كان من فلان و لا يجوز أن يسهى عن
فعل الغير.
(الفرق) بين السهو و الإغماء
أن الاغماء سهو يكون من
مرض فقط و النوم سهو يحدث مع فتور جسم الموصوف به.