responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفروق في اللغة المؤلف : أبو هلال العسكري    الجزء : 1  صفحة : 62

ناظر فيها أن يستدل بها عليه كالعالم لما كان دلالة على الخالق كان دالا عليه لكل مستدل به، و علامة الشي‌ء ما يعرف به المعلم له و من شاركه في معرفته دون كل واحد كالحجر تجعله علامة لدفين تدفنه فيكون دولة لك دون غيرك و لا يمكن غيرك أن يستدل به عليه الا اذا وافقته على ذلك كالتصفيق تجعله علامة لمجي‌ء زيد فلا يكون ذلك دلالة إلا لمن يوافقك عليه، ثم يجوز أن تزيل علامة الشي‌ء بينك و بين صاحبك، فتخرج من أن تكون علامة له، و لا يجوز أن تخرج الدلالة على الشي‌ء من أن تكون دلالة عليه فالعلامة تكون بالوضع و الدلالة بالاقتضاء.

(الفرق) بين‌ العلامة و الآية

أن الآية هي العلامة الثابتة من قولك تأييت بالمكان اذا تحبست به و تثبت قال الشاعر:

و علمت أن ليست بدار ثابتة

فكصفقة بالكف كان رقادي‌

أي ليست بدار تحبس و تثبت، و قال بعضهم أصل آية آيية ولكن لما اجتمعت يا آن قلبوا[1] احداهما ألفا كراهة التضعيف و جاز ذلك لأنه اسم غير جار على فعل.

(الفرق) بين‌ العلامة و الأثر

أن أثر الشي‌ء يكون بعده، و علامته تكون قبله تقول الغيوم و الرياح علامات المطر و مدافع السيول آثار المطر.

دلالة عليه و ليس برهانا عليه فتأثير دلالة الكلام خلاف تأثير دلالة

(الفرق) بين‌ العلامة و السمة

أن السمة ضرب من العلامات مخصوص و هو ما يكون بالنار في جسد حيوان مثل سمات الابل و ما يجري مجراها و في القرآن‌ (سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ) و أصلها التأثير في الشي‌ء و منه الوسمي‌[2] لأنه يؤثر في الارض أثرا، و منه الموسم لما فيه من آثار أهله و الوسمة[3] معروفة سميت بذلك لتأثيرها فيما يخضب بها.

(الفرق) بين‌ الدلالة و البرهان‌

أن البرهان لا يكون الا قولا يشهد


[1] في التيمورية« قلبت».

[2] هو أول المطر.

[3] نبت يخضب به الشعر.

اسم الکتاب : الفروق في اللغة المؤلف : أبو هلال العسكري    الجزء : 1  صفحة : 62
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست