اسم الکتاب : الفروق في اللغة المؤلف : أبو هلال العسكري الجزء : 1 صفحة : 43
الفعل و حمد المكلف يدل على استحقاقه للثواب بفعله، و ذمه يدل
على استحقاقه للعقاب بفعله، و الهجو نقيض المدح و هما يدلان على الفعل و الصفة
كهجوك الانسان بالبخل و قبح الوجه. و فرق آخر أن الذم يستعمل في الفعل و الفاعل
فتقول ذممته بفعله و ذممت فعله، و الهجو يتناول الفاعل و الموصوف دون الفعل و
الصفة فتقول هجوته بالبخل و قبح الوجه و لا تقول هجوت قبحه و بخله، و أصل الهجو في
العربية الهدم تقول هجوت البيت اذا هدمته و كان الاصل في الهجو أن يكون بعد المدح
كما أن الهدم يكون بعد البناء إلا أنه كثر استعماله فجرى في الوجهين.
(الفرق) بين السب و الشتم
أن الشتم تقبيح أمر
المشئوم بالقول و أصله من الشتامة و هو قبح الوجه و رجل شتيم قبيح الوجه و سمي
الأسد شتيما لقبح منظره، و السب هو الاطناب في الشتم و الاطالة فيه و اشتقاقه من
السب و هي الشقة الطويلة و يقال لها سبيب أيضا و سبيب الفرس شعر ذنبه سمي بذلك
لطوله خلاف العرف و السب العمامة الطويلة فهذا هو الأصل فان استعمل في غير ذلك فهو
توسع.
(الفرق) بين البهل و اللعن
أن اللعن هو الدعاء على
الرجل بالبعد، و البهل الاجتهاد في اللعن، قال المبرد بهله الله ينبئ عن اجتهاد
الداعي عليه باللعن و لهذا قيل للمجتهد في الدعاء المبتهل.
(الفرق) بين الشتم و السفه
أن الشتم يكون حسنا و
ذلك اذا كان المشتوم يستحق الشتم، و السفه لا يكون الا قبيحا و
جاء عن السلف في تفسير
قوله تعالى (صُمٌّ بُكْمٌ)^ إن اللّه وصفهم بذلك على وجه الشتم و لم يقل
على وجه السفه.
لما قلناه.
(الفرق) بين الذم و اللوم
أن اللوم هو تلبية
الفاعل على موقع الضرر في فعله و تهجين طريقته فيه و قد يكون اللوم على الفعل
الحسن كاللوم على السخاء و الذم لا يكون الا على القبيح و اللوم أيضا يواجه به
الملوم، و الذم قد يواجه به المذموم و يكون دونه و تقول حمدت هذا الطعام أو ذممته
اسم الکتاب : الفروق في اللغة المؤلف : أبو هلال العسكري الجزء : 1 صفحة : 43