responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفروق في اللغة المؤلف : أبو هلال العسكري    الجزء : 1  صفحة : 300

الطريق و لا يقال آب الى بعض الطريق ولكن يقال ان حصل في المنزل، و لهذا قال أهل اللغة التأويب أن يمضي الرجل في حاجته ثم يعود فيثبت في منزله، و قال أبو حاتم رحمه الله التأويب أن يسير النهار أجمع ليكون عند الليل في منزله و أنشد:

البايتون قريبا من بيوتهم‌

و لو يشاءون آبوا الحي أو طرقوا

و هذا يدل على أن الاياب الرجوع الى منتهى القصد و لهذا قال تعالى‌ (إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ) كأن القيامة منتهى قصدهم لأنها لا منزلة بعدها.

(الفرق) بين‌ الرجوع‌ و الانقلاب‌

أن الرجوع هو المصير الى الموضع الذي قد كان فيه قبل، و الانقلاب المصير الى نقيض ما كان فيه قبل و يوضح ذلك قولك انقلب الطين خزفا فأما رجوعه خزفا فلا يصح لأنه لم يكن قبل خزفا.

(الفرق) بين‌ الرجوع‌ و الإنابة

أن الانابة الرجوع الى الطاعة فلا يقال لمن رجع الى معصية أنه أناب، و المنيب اسم مدح كالمؤمن و المتقي.

(الفرق) بين‌ الهدي‌ و البدنة،

أن البدن ما تبدن من الابل أي تسمن يقال بدنت الناقة اذا سمنتها و بدن الرجل سمن، ثم كثر ذلك حتى سميت الابل بدنا مهزولة كانت أو سمينة فالبدنة اسم يختص به البعير الا أن البقرة لما صارت في الشريعة في حكم البدنة قامت مقامها و ذلك‌

أن النبي صلى الله عليه و سلم قال‌: «البدنة عن سبعة و البقرة عن سبعة».

فصار البقر في حكم البدن و لذلك كان يقلد البقرة كتقليد البدنة في حال وقوع الاحرام بها لسايقها و لا يقلد غيرها، و الهدى يكون من الابل و البقر و الغنم و لا تكون البدنة من الغنم و البدنة لا يقتضي اهداؤها الى موضع و الهدي يقتضي اهداؤه الى موضع، لقوله تعالى‌ (هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ) فجعل بلوغ الكعبة من صفة الهدي، فمن قال على بدنة جاز له نحرها بغير مكة و هو كقوله على جزور، و من قال على هدي لم يجز أن يذبحه الا بمكة، و هذا قول جماعة من التابعين و به قال أبو حنيفة و محمد رحمهم الله، و قال‌

اسم الکتاب : الفروق في اللغة المؤلف : أبو هلال العسكري    الجزء : 1  صفحة : 300
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست