اسم الکتاب : الفروق في اللغة المؤلف : أبو هلال العسكري الجزء : 1 صفحة : 266
أتيته عشية أمس و سآتيه العشية ليومك الذي أنت فيه و سآتيه
عشي غد بغير هاء و سآتيه بالعشي و الغداة أي كل عشي و كل غداة، و الطفل وقت غروب
الشمس و العشاء بعد ذلك و اذا كان بعيد العصر فهو المساء و يقال للرجل عند العصر
اذا كان يبادر حاجة قد أمسيت و ذلك على المبالغة.
(الفرق) بين الزمان و الحقبة
أن الحقبة اسم للسنة الا
أنها تفيد غير ما تفيده السنة و ذلك أن السنة تفيد انها جمع شهور و الحقبة تفيد
أنها ظرف لاعمال و لأمور تجري فيها مأخوذة من الحقيبة و هي ضرب من الظروف تتخذ من
الأدم يجعل الراكب فيها متاعه و تشد خلف رحله أو سرجه. و أما البرهة فبعض الدهر
ألا ترى أنه يقال برهة من الدهر كما يقال قطعة من الدهر و قال بعضهم هي فارسية
معربة.
(الفرق) بين المدة و الأجل
أن الأجل الوقت المضروب
لانقضاء الشيء و لا يكون أجلا بجعل جاعل، و ما علم أنه يكون في وقت فلا أجل له
الا أن يحكم بأنه يكون فيه و أجل الانسان هو الوقت لانقضاء عمره، و أجل الدين محله
و ذلك لانقضاء مدة الدين، و أجل الموت وقت حلوله و ذلك لانقضاء مدة الحياة قبله
فأجل الآخرة الوقت لانقضاء ما تقدم قبلها قبل ابتدائها و يجوز أن تكون المدة بين
الشيئين بجعل جاعل و بغير جعل جاعل، و كل أجل مدة و ليس كل مدة أجلا.
(الفرق) بين النهار و اليوم
أن النهار اسم للضياء
المنفسح الظاهر لحصول الشمس بحيث ترى عينها أو معظم ضوئها و هذا حد النهار و ليس
هو في الحقيقة اسم للوقت، و اليوم اسم لمقدار من الأوقات يكون فيه هذا السنا و
لهذا قال النحويون: اذا قلت سرت يوما فأنت مؤقت تريد مبلغ ذلك و مقداره و اذا قلت
سرت اليوم أو يوم الجمعة فأنت مؤرخ فاذا قلت سرت نهارا أو النهار فلست بمؤرخ و لا
بمؤقت و انما المعنى سرت في الضياء المنفسح و لهذا يضاف النهار الى اليوم فيقال
سرت نهار يوم الجمعة، و لهذا لا يقال للغلس و السحر نهار حتى يستضيء الجو.
اسم الکتاب : الفروق في اللغة المؤلف : أبو هلال العسكري الجزء : 1 صفحة : 266