اسم الکتاب : الفروق في اللغة المؤلف : أبو هلال العسكري الجزء : 1 صفحة : 264
يقال لجوهرين اذا ألفا انهما خط ممدود و يقال لذلك طول فاذا
صح هذا وجب أن يكون قولنا الزمان مدة يراد به أنه أطول الأزمنة كما اذا قلنا
للطويل انه ممدود كان مرادنا أنه أطول من غيره فأما قول القائل آخر الزمان فمعناه
أنه آخر الأزمنة لأن الزمان يقع على الواحد و الجمع فاستثقلوا أن يقولوا آخر
الأزمنة و الازمان فاكتفوا بزمان.
(الفرق) بين الزمان و الوقت
أن الزمان أوقات متوالية
مختلفة أو غير مختلفة فالوقت واحد و هو المقدر بالحركة الواحدة من حركات الفلك و
هو يجري من الزمان مجرى الجزء من الجسم و الشاهد أيضا أنه يقال زمان قصير و زمان
طويل و لا يقال وقت قصير.
(الفرق) بين الوقت و الميقات
أن الميقات ما قدر ليعمل
فيه عمل من الاعمال، و الوقت وقت الشيء قدره مقدر أو لم يقدره و لهذا قيل مواقيت
الحج للمواضع التي قدرت للاحرام و ليس الوقت في الحقيقة ساعة غير حركة الفلك و في
ذلك كلام كثير ليس هذا موضع ذكره.
(الفرق) بين العام و السنة
أن العام جمع أيام و
السنة جمع شهور ألا ترى أنه لما كان يقال أيام الرنج قيل عام الرنج، و لما لم يقل
شهور الرنج لم يقل سنة الرنج و يجوز أن يقال العام يفيد كونه وقتا لشيء و السنة
لا تفيد ذلك و لهذا يقال عام الفيل و لا يقال سنة الفيل و يقال في التاريخ سنة
مائة و سنة خمسين و لا يقال عام مائة و عام خمسين اذ ليس وقتا لشيء مما ذكر من
هذا العدد و مع هذا فان العام هو السنة و السنة هي العام و ان اقتضى كل واحد منهما
ما لا يقتضيه الآخر مما ذكرناه كما أن الكل هو الجمع و الجمع هو الكل و ان[1] كان الكل
احاطة بالابعاض و الجمع احاطة بالاجزاء.