اسم الکتاب : الفروق في اللغة المؤلف : أبو هلال العسكري الجزء : 1 صفحة : 251
الباب الثاني و العشرون في الفرق بين الحيلة و التدبير، و
السحر و الشعبذة، و المكر و الكيد و ما يقرب من ذلك، و بين العجب و الامر و ما
بسبيله
(الفرق) بين الحيلة و التدبير
أن الحيلة ما أحيل به عن
وجهه فيجلب به نفع أو يدفع به ضر، فالحيلة بقدر النفع و الضر من غير وجه و هي في
قول الفقهاء على ضربين: محظور و مباح، فالمباح أن تقول لمن يحلف على وطء جاريته في
حال شرائه لها قبل أن يشتريها اعتقها و تزوجها ثم طأها و أن تقول لمن يحلف على وطء
امرأته في شهر رمضان أخرج في سفر وطأها. و المحظور أن تقول لمن ترك صلوات ارتد ثم
أسلم يسقط عنك قضاؤها، و انما سمي ذلك حيلة لأنه شيء أحيل من جهة الى جهة أخرى و
يسمى تدبيرا أيضا. و من التدبير ما لا يكون حيلة و هو تدبير الرجل لاصلاح ماله و
اصلاح أمر ولده و أصحابه، و قد ذكرنا اشتقاق التدبير قبل.
(الفرق) بين السحر و الشعبذة
أن السحر هو التمويه و
تخيل الشيء بخلاف حقيقته مع ارادة تجوزه على من يقصده به و سواء كان ذلك في سرعة
أو بطء، و في القرآن (يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى) و الشعبذة ما
يكون من ذلك في سرعة فكل شعبذة سحر و ليس كل سحر شعبذة.
اسم الکتاب : الفروق في اللغة المؤلف : أبو هلال العسكري الجزء : 1 صفحة : 251