اسم الکتاب : الفروق في اللغة المؤلف : أبو هلال العسكري الجزء : 1 صفحة : 21
ذائع[1] شائع و منه
قوله تعالى (وَ لا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ) و كان هذا من أمر
الجاهلية فنهى الله تعالى عنه. و قيل النبز ذكر اللقب يقال نبز و نزب كما يقال جذب
و جبذ و
قالوا في تفسير الآية هو أن يقول
للمسلم يا يهودي أو يا نصراني فينسبه الى ما تاب منه.
(الفرق بين الاسم و الصفة)
ان الصفة ما كان من
الاسماء مخصصا مفيدا مثل زيد الظريف و عمرو العاقل و ليس الاسم كذلك فكل صفة اسم و
ليس كل اسم صفة و الصفة تابعة للاسم في اعرابه و ليس كذلك الاسم من حيث هو اسم و
يقع الكذب و الصدق في الصفة لاقتضائها الفوائد و لا يقع ذلك في الاسم و اللقب
فالقائل للاسود أبيض على الصفة كاذب و على اللقب غير كاذب، و الصحيح من الكلام
ضربان أحدهما يفيد فائدة الاشارة فقط و هو الاسم العلم و اللقب و هو ما صح تبديله
و اللغة مجالها كزيد و عمر و لانك لو سميت زيدا عمرا لم تتغير اللغة.
و الثاني ينقسم أقساما
فمنها ما يفيد ابانة موصوف من موصوف كعالم وحي. و منها ما يبين نوعا من نوع كقولنا
لون و كون و اعتقاد و ارادة. و منها ما يبين جنسا من جنس كقولنا جوهر و سواد و
قولنا شيء يقع على ما يعلم و ان لم يفد أنه يعلم.
(الفرق بين الصفة و النعت)
أن النعت فيما حكى أبو
العلاء رحمه الله لما يتغير من الصفات.
و الصفة لما يتغير و لما
لا يتغير فالصفة أعم من النعت. قال فعلى هذا يصح أن ينعت الله تعالى بأوصافه لفعله
لأنه يفعل و لا يفعل. و لا ينعت بأوصافه لذاته اذ لا يجوز أن يتغير. و لم يستدل
على صحة ما قاله من ذلك بشيء و الذي عندي أن النعت هو ما يظهر من الصفات و يشتهر