اسم الکتاب : الفروق في اللغة المؤلف : أبو هلال العسكري الجزء : 1 صفحة : 168
صوتا من فلان أي أبعد مذهبا و المنديات المخزيات[1] التي يبعد
بها الصوت واحدها مندية. و قال الخليل الندى له وجوه ندى الماء و ندى الخير و ندى
الشم و ندى الصوت قال الشاعر:
بعيد ندى التغريد أزمع صوته
سجيل و أدناه شحيح محشرج
و ندى الخصر و ندى
الوجنة كل ذلك من بعد المذهب.
(الفرق) بين الكرم و الجود
أن الجود هو الذي
ذكرناه، و الكرم يتصرف على وجوه فيقال لله تعالى كريم و معناه أنه عزيز و هو من
صفات[2] ذاته و منه
قوله تعالى (ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) أي العزيز الذي لا
يغلب، و يكون بمعنى الجواد المفضال فيكون من صفات فعله، و يقال رِزْقٌ
كَرِيمٌ^ اذا لم يكن فيه إمتهان أي كرم صاحبه، و الكريم الحسن في قوله تعالى (مِنْ كُلِّ
زَوْجٍ كَرِيمٍ)^ و مثله (وَ قُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِيماً) أي حسنا و
الكريم بمعنى المفضل في قوله تعالى (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ
أَتْقاكُمْ) أي أفضلكم و منه قوله تعالى (وَ لَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ) أي فضلناهم، و
الكريم أيضا السيد في
قوله صلى الله عليه و
سلم «إذا أتاكم كريم قوم فاكرموه».
أي سيد قوم، و يجوز أن
يقال الكرم هو إعطاء الشيء عن طيب نفس قليلا كان أو كثيرا، و الجود سعة العطاء و
منه سمي المطر الغزير الواسع جودا، سواء كان عن طيب نفس أو لا، و يجوز أن يقال
الكرم هو إعطاء من يريد اكرامه و اعزازه، و الجود قد يكون كذلك و قد لا يكون.
(الفرق) بين المال و النشب
أن المال اذا لم يقيد
فانما يراد به الصامت و الماشية، و النشب ما نشب من العقارات قال الشاعر: