responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفروق في اللغة المؤلف : أبو هلال العسكري    الجزء : 1  صفحة : 121

و قيل الهم تعلق الخاطر بشي‌ء له قدرة في الشدة، و المهمات الشدائد، و أصل الكلمة الاستقصاء و منه هم الشحم اذا أذابه حتى أحرفه و هم المرض إذا هبط.

(الفرق) بين‌ الهم‌ و القصد

أنه قد يهم الانسان بالأمر قبل القصد اليه و ذلك أنه يبلغ آخر عزمه عليه ثم يقصده.

(الفرق) بين‌ الهم‌ و الهمة

أن الهمة اتساع الهم و بعد موقعه و لهذا يمدح بها الانسان فيقال فلان ذو همة و ذو عزيمة، و أما قولهم فلان بعيد الهمة و كبير العزيمة فلأن بعض الهمم يكون أبعد من بعض و أكبر من بعض، و حقيقة ذلك أنه يهتم بالامور الكبار، و الهم هو الفكر في إزالة المكروه و اجتلاب المحبوب و منه يقال أهم بحاجتي، و الهم أيضا الشهوة قال الله تعالى‌ (وَ لَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَ هَمَّ بِها) أي عزمت هي على الفاحشة و اشتهاها هو و الشاهد على صحة هذا التأويل قيام الدلالة على أن الأنبياء صلوات الله عليهم لا يعزمون على الفواحش و هذا مثل قوله تعالى‌ (إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ) و الصلاة من الله الرحمة و من الملائكة الاستغفار و من الآدميين الدعاء، و قوله تعالى‌ (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ) فالشهادة من الله تعالى إخبار و بيان و منهم اقرار، و الهم أيضا عند الحزن الذي يذيب البدن من قولك هم الشحم اذا أذابه. و سنذكر الفروق بين الهم و الغم و الحزن في بابه إن شاء اللّه.

(الفرق) بين‌ الحسد و الغبط

أن الغبط هو أن تتمنى أن يكون مثل حال المغبوط لك من غير أن تريد زوالها عنه‌[1]، و الحسد أن تتمنى أن تكون حاله لك دونه فلهذا ذم الحسد و لم يذم الغبط. فأما ما

روي‌ أنه عليه السلام سئل فقيل له أيضر الغبط فقال نعم كما يضر العصا الخبط.

فانه أراد أن تترك ما لك فيه سعة لئلا تدخل في المكروه و هذا مثل قولهم‌


[1]« عنه» غير موجودة في النسخ.

اسم الکتاب : الفروق في اللغة المؤلف : أبو هلال العسكري    الجزء : 1  صفحة : 121
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست