اسم الکتاب : الفروق في اللغة المؤلف : أبو هلال العسكري الجزء : 1 صفحة : 102
تنبئ عن الشدة و القوة. و يجوز أن يكون الباسل من البسول و هي
تكره الوجه مثل البثور و هما لغتان، و سمي باسلا لتكرهه و لا تجوز الصفة بذلك على
الله تعالى.
(الفرق) بين الشجاعة و النجدة
أن النجدة حسن البدن و
تمام لحمه و أصلها الارتفاع و منه سميت بلادهم المرتفعة نجدا، و قيل للنجاد نجاد
لأنه يحشو الثياب فترتفع ثم قيل للشجاعة نجدة لانها تكون مع تمام الجسم في أكثر
الحال.
و مما يجري مع ذلك
(الفرق) بين الصلابة و القسوة
أن القسوة تستعمل فيما
لا يقبل العلاج و لهذا يوصف بها القلب و ان لم يكن صلبا.
(الفرق) بين القدرة و الصحة
أن الصحة يوصف بها المحل
و الآلات و القدرة تتعلق بالجملة، فيقال عين صحيحة و حاسة صحيحة، و لا يقال عين
قادرة و حاسة قادرة.
(الفرق) بين الصحة و العافية
أن الصحة أعم من العافية
يقال رجل صحيح و آلة صحيحة و خشبة صحيحة اذا كانت ملتئمة لا كسر فيها و لا يقال
خشبة معافاة، و تستعار الصحة فيقال صححت القول و صح لي على فلان حق، و لا تستعمل
العافية في ذلك، و العافية مقابلة المرض بما يضاده من الصحة فقط و الصحة تنصرف في
وجوه على ما ذكرنا، و تكون العافية ابتداءا من غير مرض و ذلك مجاز كأنه فعل ابتداء
ما كان من شأنه أن ينافي المرض يقال خلقه الله معافى صحيحا و مع هذا فانه لا يقال
صح الرجل و لا عوفي الا بعد مرض يناله، و العافية مصدر مثل العاقبة و الطاغية و
أصلها الترك من قوله تعالى (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ) أي ترك له، و
عفت الدار تركت حتى درست و منه
«اعفوا اللحى».
أي اتركوها حتى تطول و
منه العفو عن الذنب و هو ترك المعاقبة عليه و عافاه الله من المرض تركه
اسم الکتاب : الفروق في اللغة المؤلف : أبو هلال العسكري الجزء : 1 صفحة : 102