responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد    الجزء : 2  صفحة : 218

و بالجملة أما العبادات الخمس الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و الجهاد فقد أتى بها جميعا و بلغ الغاية في كل واحد منها و مقاماته العظيمة في التهجد و الخشوع و الخوف من الله تعالى لم يسبقه إليها سوى رسول الله ص حتى‌

أَنَّهُ قَالَ ع‌ الْجَلْسَةُ فِي الْمَسْجِدِ خَيْرٌ لِي مِنَ الْجَلْسَةِ فِي الْجَنَّةِ فَإِنَّ الْجَنَّةَ فِيهَا رِضَا نَفْسِي وَ الْجَامِعَ فِيهِ رِضَا رَبِّي.

. أ فلا تنظرون إلى ما

وصفه ضرار بن ضمرة الليثي من مقاماته ع- حين دخل على معاوية فقال له صف لي عليا فقال أ و لا تعفيني عن ذلك فقال لا أعفيك فقال كان و الله بعيد المدى شديد القوى يقول فصلا و يحكم عدلا يتفجر العلم من جوانبه و تنطلق الحكمة من نواحيه يستوحش من الدنيا و زهرتها و يستأنف [يستأنس‌] بالليل و وحشته كان و الله غزير العبرة طويل الفكرة يقلب كفه و يخاطب نفسه و يناجي ربه يعجبه من اللباس ما خشن و من الطعام ما جشب كان و الله فينا كأحدنا يدنينا إذا سألناه و كنا مع دنوه منا و قربنا منه لا نكلمه لهيبته و لا نرفع أعيننا إليه لعظمته فإن تبسم ظهر أسنانه مثل اللؤلؤ المنظوم يقرب أهل الدين و يحب المساكين لا يطمع القوي في باطله و لا ييأس الضعيف من عدله فأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه و قد أرخى الليل سدوله و غارت نجومه و هو قائم في محرابه قابض على لحيته يتململ تململ السقيم و يبكي بكاء الحزين فكأني الآن أسمعه و هو يقول يَا دُنْيَا يَا دُنْيَا أَ بِي تَعَرَّضْتِ أَمْ إِلَيَّ تَشَوَّقْتِ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ غُرِّي غَيْرِي لَا حَاجَةَ لِي فِيكِ قَدْ طَلَّقْتُكِ ثَلَاثاً لَا رَجْعَةَ لِي فِيكِ فَعُمُرُكِ قَصِيرٌ وَ أَمَلُكِ حَقِيرٌ آهِ آهِ مِنْ قِلَّةِ الزَّادِ وَ بُعْدِ السَّفَرِ وَ وَحْشَةِ الطَّرِيقِ وَ عِظَمِ الْمَوْرِدِ فسالت دمعة معاوية على لحيته فنشفها بكمه و اختنق القوم بالبكاء. ثم قال كان و الله أبو الحسن علي كذلك فكيف صبرك عنه يا ضرار قال صبر من ذبح ولدها على صدرها فهي لا ترقى عبرتها و لا تسكن حرارتها ثم قام فخرج و هو باك فقال معاوية أما إنكم لو تفقدوني لما كان فيكم من يثني عليّ هذا الثناء فقال بعض من كان حاضرا الصاحب على قدر صاحبه.

و روي‌ أنه ع كان إذا يفرغ من الجهاد يتفرغ لتعليم الناس و القضاء بينهم-

اسم الکتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد    الجزء : 2  صفحة : 218
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست