responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 15

يَتَفَقَّهُونَ لِغَيْرِ الدِّينِ وَ يَتَعَلَّمُوا لِغَيْرِ الْعَمَلِ وَ يَطْلُبُونَ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الْآخِرَةِ يَلْبَسُونَ لِلنَّاسِ مُسُوكَ الضَّأْنِ وَ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الذِّئَابِ وَ أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَ أَعْمَالُهُمْ أَمَرُّ مِنَ الصَّبِرِ إِيَّايَ يُخَادِعُونَ وَ بِي يَغْتَرُّونَ وَ بِدِينِي يَسْتَهْزِءُونَ لا يحسن [لَأُتِيحَنَ‌] لَهُمْ فِتْنَةً تَدَعُ الْحَكِيمَ منكم [مِنْهُمْ‌] حيرانا [حَيْرَانَ‌].

وَ قَالَ ع‌ مَثَلُ مَنْ يَعْلَمُ وَ لَا يَعْمَلُ كَمَثَلِ السِّرَاجِ يُضِي‌ءُ لِغَيْرِهِ وَ يُحْرِقُ نَفْسَهُ وَ الْعَالِمُ هُوَ الْهَارِبُ مِنَ الدُّنْيَا لَا الرَّاغِبُ فِيهَا لِأَنَّ عِلْمَهُ دَلَّ عَلَى أَنَّهُ سَمٌّ قَاتِلٌ فَحَمَلَهُ عَنِ الْهَرَبِ مِنَ الْهَلَكَةِ فَإِذَا الْتَقَمَ السَّمَّ عَرَفَ النَّاسُ أَنَّهُ كَاذِبٌ فِيمَا يَقُولُ.

وَ قَالَ النَّبِيُّ ص‌ إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى خَوَاصّاً مِنْ خَلْقِهِ يُسْكِنُهُمُ الرَّفِيعَ الْأَعْلَى مِنْ جَنَّاتِهِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا أَعْقَلَ أَهْلِ الدُّنْيَا قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ كَانُوا أَعْقَلَ أَهْلِ الدُّنْيَا قَالَ كَانَتْ هِمَّتُهُمُ الْمُسَارَعَةَ إِلَى رَبِّهِمْ فِيمَا يُرْضِيهِ فَهَانَتِ الدُّنْيَا عَلَيْهِمْ وَ لَمْ يَرْغَبُوا فِي فُضُولِهَا صَبَرُوا قَلِيلًا فَاسْتَرَاحُوا طَوِيلًا.

وَ قَالَ ص‌ لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ مَعْدِنٌ وَ مَعْدِنُ التَّقْوَى قُلُوبُ الْعَارِفِينَ.

وَ قَالَ‌ لَا تَزِلُّ قَدَمُ عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسِ خِصَالٍ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَ عَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلَاهُ وَ عَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَ فِيمَا أَنْفَقَهُ وَ عَنْ عِلْمِهِ مَا ذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ.

وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ‌ إِنَّمَا زَهِدَ النَّاسُ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ لِمَا يَرَوْنَ مِنْ قِلَّةِ انْتِفَاعِ مَنْ عَلِمَ بِلَا عَمَلٍ.

وَ قَالَ النَّبِيُّ ص‌ عِلْمٌ لَا يُنْتَفَعُ بِهِ كَكَنْزٍ لَا يُنْفَقُ مِنْهُ.

وَ قَالَ ع‌ الْعِلْمُ عِلْمَانِ عِلْمٌ بِاللِّسَانِ وَ هُوَ الْحُجَّةُ عَلَى صَاحِبِهِ وَ عِلْمٌ بِالْقَلْبِ وَ هُوَ النَّافِعُ لِمَنْ عَمِلَ بِهِ وَ لَيْسَ الْإِيمَانُ بالثمن [بِالتَّمَنِّي‌] وَ لَكِنَّهُ مَا ثَبَتَتْ فِي الْقَلْبِ وَ عَمِلَتْ بِهِ الْجَوَارِحُ.

وَ كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ع عَلِمْتَ فَاعْمَلْ.

وَ قَالَ بَعْضُهُمْ‌ أَوَّلُ الْعِلْمِ الْإِنْصَاتُ ثُمَّ الِاسْتِمَاعُ ثُمَّ الْحِفْظُ ثُمَّ الْعَمَلُ ثُمَّ نَشْرُهُ.

وَ قِيلَ‌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى‌ فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ‌ قَالَ تَرَكُوا الْعَمَلَ بِهِ وَ النَّشْرَ لَهُ.

وَ قَالَ ص‌ مَثَلُ مَا بُعِثْتُ بِهِ مِنَ الْهُدَى وَ الرَّحْمَةِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَصَابَ الْأَرْضَ-

اسم الکتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 15
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست