و الفراسة أنوار سطعت في
القلوب بحقائق الإيمان و معرفة تمكنت في النفوس فصدرت من حال إلى حال حتى شهدت
الأشياء من حيث أشهدها سيدها و مولاها فنطقت عن ضمائر قوم و أمسكت عن آخرين و
الفراسة أيضا نتيجة اليقين و طريق المؤمنين
و التفرس من خواص أهل
الإيمان سطعت في قلبه أنوار فأدرك بها المعاني و من غض بصره عن المحارم و أمسك
نفسه عن الشهوات و عمر باطنه بصفاء السريرة و مراقبة الله تعالى و ظاهره باتباع
الكتاب و السنة و لم يدخل معدته الحرام و حرس لسانه من الكذب و الغيبة و لغو القول
لم تحط فراسته و ينبغي لمن جالس أهل الصدق أن يعاملهم بالصدق فإن قلوبهم جواسيس
القلوب و ينبغي السكون معهم لقوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ يعني المعلوم لهم الصدق
و هم أهل بيت محمد ص و الدليل على صدقهم قوله تعالى- إِنَّما يُرِيدُ
اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ
تَطْهِيراً و الكذب أيضا رجس-
فأمر باتباعهم إلى يوم
القيامة فدل ذلك على أن في كل زمان يكون منهم من يقوم بالكتاب و العمل به في
تفسيره و تفصيل حلاله و حرامه و لم يقل بذلك سوى الشيعة الاثني عشرية فدل هذا
التفصيل على صدقهم أيضا فيجب الكون معهم و أن الصدق مفتاح كل خير و مغلاق باب كل
سوء و ما لزمه إلا كل من نجا من ورطات الذنوب و فضيحات العيوب