responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 129

بعضهم رأى شابا حسن العبادة و الاجتهاد فقال يا فتى على ما بنيت أمرك فقال على أربع خصال فقال و ما هي قال علمت أن رزقي لا يفوتني منه شي‌ء و أن وعد الله حق فاطمأننت إلى وعده و الثانية علمت أن عملي لا يعمله غيري فأنا مشغول به و الثالثة أن أجلي يأتيني بغتة فبادرته و الرابعة علمت أني لا أغيب عن نظر الله تعالى في سري و علانيتي فأنا مراقب في كل أحوالي.

الباب الأربعون في ذم الحسد

قال الله تعالى‌ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ‌ و عدد المستعاذ منه ثم ختم إلى آخر السورة بقوله‌ وَ مِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ

وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‌ إِيَّاكُمْ وَ ثَلَاثَ خِصَالٍ فَإِنَّهُنَّ رَأْسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ إِيَّاكُمْ وَ الْكِبْرَ فَإِنَّ إِبْلِيسَ حَمَلَهُ الْكِبْرُ عَلَى تَرْكِ السُّجُودِ لِآدَمَ فَلَعَنَهُ اللَّهُ وَ أَبْعَدَهُ وَ إِيَّاكُمْ وَ الْحِرْصَ فَإِنَّ آدَمَ حَمَلَهُ الْحِرْصُ عَلَى أَنْ أَكَلَ مِنَ الشَّجَرَةِ وَ إِيَّاكُمْ وَ الْحَسَدَ فَإِنَّ قَابِيلَ حَمَلَهُ الْحَسَدُ عَلَى قَتْلِ أَخِيهِ هَابِيلَ وَ الْحَاسِدُ جَاحِدٌ لِأَنَّهُ لَمْ يَرْضَ بِقَضَاءِ اللَّهِ وَ اعْلَمْ أَنَّ الْحَسُودَ لَا يَسُودُ.

وَ جَاءَ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى‌ قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ‌ الْحَسَدُ.

وَ قَالَ فِي بَعْضِ كُتُبِهِ‌ الْحَاسِدُ عَدُوُّ نِعْمَتِي وَ الْحَسَدُ يَبِينُ فِي الْحَاسِدِ قَبْلَ الْمَحْسُودِ.

وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع‌ لِلَّهِ دَرُّ الْحَسَدِ مَا أَعْدَلَهُ بَدَأَ بِصَاحِبِهِ فَقَتَلَهُ.

وَ قَالَ بَعْضُهُمْ‌ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْ فِي قُلُوبِ الْأُمَرَاءِ وَ لَا الْوُلَاةِ مَا فِي قَلْبِ الْحَاسِدِ فَكَانَ يُهْلِكُ النَّاسَ جَمِيعاً.

وَ رُوِيَ‌ أَنَّ فِي السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ مَلَكاً تَمُرُّ بِهِ الْأَعْمَالُ فَرُبَّمَا مَرَّ بِهِ عَمَلٌ كَالشَّمْسِ يُضِي‌ءُ نُوراً فَيَرُدُّهُ وَ يَقُولُ هَذَا فِيهِ حَسَدٌ فَاضْرِبُوا بِهِ وَجْهَ صَاحِبِهِ.

وَ مَا رَأَيْتُ ظَالِماً أَشْبَهَ بِمَظْلُومٍ إِلَّا الْحَاسِدَ.

و كل واحد في رضاه سبيل إلا الحاسد لا طريق إلى رضاه لأنه لا ترضيه إلا زوال نعمة المحسود و من علامات الحاسد أنه يشمت بزوال نعمة الذي يحسده و بمصائبه و من علاماته أيضا أنه يتملق إذا حضر و يغتاب إذا غاب عنه من يحسده-

وَ رُوِيَ‌ أَنَّ مُوسَى ع رَأَى‌

اسم الکتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 129
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست