responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 121

الاعتصام بالله-

كَمَا قَالَ جَبْرَائِيلُ لِإِبْرَاهِيمَ ع وَ هُوَ فِي كِفَّةِ الْمَنْجَنِيقِ أَ لَكَ حَاجَةٌ يَا خَلِيلَ اللَّهِ فَقَالَ أَمَّا إِلَيْكَ فَلَا اعْتِمَاداً عَلَى اللَّهِ وَ وُثُوقاً بِهِ فِي النَّجَاةِ.

فجعل الله تعالى عليه النار بَرْداً وَ سَلاماً و أرضها وردا و ثمارا و مدحه الله فقال‌ وَ إِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى‌ و ما استوى حاله و حال يوسف ع في قوله للذي معه في السجن‌ اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ‌ ... فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ‌ و قال لي رجل من أين مئونتك فقلت‌ وَ لِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ لكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ‌

و رأى بعضهم شخصا في البرية يعبد الله تعالى فقال من أين قوتك فقال من رب العزيز العليم ثم أومأ إلى أسنانه و قال الذي خلق الرحى يأتيها بالهبل يعني بالحب.

و اعلموا أن التوكل محله القلب و الحركة في الطلب لا تنافي التوكل لأن الله تعالى أمر بها بقوله‌ فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَ كُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَ إِلَيْهِ النُّشُورُ

وَ دَخَلَ الْأَعْرَابِيُّ إِلَى مَسْجِدِ النَّبِيِّ ص فَقَالَ أَ عَقَلْتَ نَاقَتَكَ قَالَ لَا قَدْ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ فَقَالَ اعْقِلْهَا وَ تَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ.

و قال الله له و لأصحابه‌ خُذُوا حِذْرَكُمْ‌ يعني رسول الله و أصحابه من الكذب أو يقول الرجل توكلت على الله و في قلبه غيره أو يكون غير راض بصنعه إليه لأن التوكل الاستسلام إلى الله و الانقطاع إليه دون خلقه فحقيقته الاكتفاء بالله و الاعتماد عليه فللمتوكل ثلاث درجات الانقطاع إلى الله و التسليم إليه و الرضا بقضائه فهو يسكن إلى وعده و يكتفي بتدبيره و يرضى بحكمه و قيل لبعضهم لم تركت التجارة فقال وجدت الكفيل ثقة.

وَ رُوِيَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ‌ مَنِ اعْتَصَمَ بِي دُونَ خَلْقِي ضَمَّنْتُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ رِزْقَهُ فَإِنْ دَعَانِي أَجَبْتُهُ وَ إِنِ اسْتَعْطَانِي أَعْطَيْتُهُ وَ إِنِ اسْتَكْفَانِي كَفَيْتُهُ وَ مَنِ اعْتَصَمَ بِمَخْلُوقٍ دُونِي قَطَعْتُ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ دُونَهُ إِنْ دَعَانِي لَمْ أُجِبْهُ وَ إِنْ سَأَلَنِي لَمْ أُعْطِهِ وَ إِنِ اسْتَكْفَانِي لَمْ أَكْفِهِ.

وَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَجْلَانِ‌ نَزَلَتْ بِي فَاقَةٌ عَظِيمَةٌ وَ لَزِمَنِي دَيْنٌ لِغَرِيمٍ مُلِحٍّ وَ لَيْسَ لِمَضِيقِي صَدِيقٌ فَتَوَجَّهْتُ فِيهِ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ وَ كَانَ أَمِيرَ الْمَدِينَةِ لِمَعْرِفَةٍ كَانَتْ بَيْنِي وَ بَيْنَهُ فَلَقِيَنِي فِي طَرِيقِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْبَاقِرِ ع فَقَالَ قَدْ بَلَغَنِي مَا أَنْتَ فِيهِ مِنَ الضِّيقِ فَمَنْ أَمَّلْتَ لِمَضِيقِكَ قُلْتُ الْحَسَنَ بْنَ زَيْدٍ فَقَالَ إِذاً لَا تُقْضَى حَاجَتُكَ فَعَلَيْكَ بِمَنْ هُوَ

اسم الکتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 121
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست