فجعل الله تعالى عليه
النار بَرْداً وَ سَلاماً و أرضها وردا و ثمارا و مدحه الله فقال وَ
إِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى و ما استوى حاله و حال يوسف ع في قوله للذي معه
في السجن اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ ... فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ و قال لي رجل
من أين مئونتك فقلت وَ لِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ لكِنَّ
الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ
و رأى بعضهم شخصا في
البرية يعبد الله تعالى فقال من أين قوتك فقال من رب العزيز العليم ثم أومأ إلى
أسنانه و قال الذي خلق الرحى يأتيها بالهبل يعني بالحب.
و اعلموا أن التوكل محله
القلب و الحركة في الطلب لا تنافي التوكل لأن الله تعالى أمر بها بقوله فَامْشُوا
فِي مَناكِبِها وَ كُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَ إِلَيْهِ النُّشُورُ
و قال الله له و
لأصحابه خُذُوا حِذْرَكُمْ يعني رسول الله و أصحابه من الكذب أو يقول الرجل
توكلت على الله و في قلبه غيره أو يكون غير راض بصنعه إليه لأن التوكل الاستسلام
إلى الله و الانقطاع إليه دون خلقه فحقيقته الاكتفاء بالله و الاعتماد عليه
فللمتوكل ثلاث درجات الانقطاع إلى الله و التسليم إليه و الرضا بقضائه فهو يسكن
إلى وعده و يكتفي بتدبيره و يرضى بحكمه و قيل لبعضهم لم تركت التجارة فقال وجدت
الكفيل ثقة.