responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 117

وَ خَطَبَ ص فَذَكَرَ الرِّبَا وَ عِظَمَ خَطَرِهِ وَ قَالَ إِنَّ الدِّرْهَمَ يُصِيبُهُ الرَّجُلُ مِنَ الرِّبَا أَعْظَمُ مِنْ سَبْعِينَ زَنْيَةً بِذَاتِ مَحْرَمٍ وَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ عِرْضُ الْمُسْلِمِ.

وَ رَوَى‌ فِي تَفْسِيرِهِ قَوْلَهُ تَعَالَى‌ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ أَنَّ الْهُمَزَةَ الطَّعْنُ فِي النَّاسِ وَ اللُّمَزَةَ أَكْلُ لُحُومِهِمْ.

و ينبغي لمن أراد ذكر عيوب غيره أن يذكر عيوب نفسه فليقلع عنها و يستغفر منها و عليكم بذكر الله فإنه شفاء و إياكم و ذكر الناس فإنه داء

وَ مَرَّ عِيسَى ع وَ مَعَهُ الْحَوَارِيُّونَ بِكَلْبٍ جَائِفٍ قَالُوا مَا أَجْيَفَهُ فَقَالَ هُوَ مَا أَبْيَضَ أَسْنَانَهُ يَعْنِي مَا عَوَّدَ لِسَانَهُ إِلَّا عَلَى الْخَيْرِ.

و الغيبة هي أن تذكر أخاك بما يكرهه لو سمعه سواء أن ذكرت نقصانا في بدنه أو نسبه أو خلقه أو فعله أو دينه أو دنياه حتى في ثوبه‌

وَ قَالَ ع‌ حَدُّ الْغِيبَةِ أَنْ تَقُولَ فِي أَخِيكَ مَا هُوَ فِيهِ فَإِنْ قُلْتَ مَا لَيْسَ فِيهِ فَذَاكَ بُهْتَانٌ لَهُ وَ الْحَاضِرُ لِلْغِيبَةِ وَ لَمْ يُنْكِرْهَا شَرِيكٌ فِيهَا وَ مَنْ أَنْكَرَهَا كَانَ مَغْفُوراً لَهُ.

وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‌ مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ كَانَ حَقّاً عَلَى اللَّهِ أَنْ يُعْتِقَهُ مِنَ النَّارِ.

وَ قَالَ ع‌ طُوبَى لِمَنْ شَغَلَهُ عَيْبُهُ عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ.

و منشأ الغيبة في الصدور الحسد و الغضب فإذا نفاهما الرجل عن نفسه قلت غيبته للناس‌

وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‌ إِنَّ لِلنَّارِ بَابَا لَا يَدْخُلُهُ إِلَّا مَنْ شَفَى غَيْظَهُ.

وَ قَالَ: مَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ وَ هُوَ يَقْدِرُ عَلَى إِمْضَائِهِ خَيَّرَهُ اللَّهُ فِي أَيِّ حُورِ الْعِينِ شَاءَ أَخَذَ مِنْهُنَّ.

وَ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ الْمُنْزَلَةِ ابْنَ آدَمَ اذْكُرْنِي عِنْدَ غَضَبِكَ أَذْكُرْكَ عِنْدَ غَضَبِي فَلَا أَمْحَقْكَ مَعَ مَنْ أَمْحَقُهُ.

و للعاقل شغل فيما خلق له عن نفسه و ماله و ولده فكيف عن أعراض الناس و إذا كان اشتغال الإنسان بغير ذكر الله بالغيبة

وَ قَالَ ع‌ وَ هَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ فِي النَّارِ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ.

و كفى بذلك قوله تعالى‌ لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ‌ فنفى الخير في النطق إلا في هذه الأمور الثلاثة فسبحانه ما أنصحه لعباده و شفقته عليهم و أحبه لهم لو كانوا يعلمون و أما النميمة فإنها أعظم ذنبا و أكبر وزرا لأن النمام يغتاب و ينقلها إلى غيره فيغريه بأذى من ينقلها عنه و النمام يثير الشر و يدل عليه و لقد سد الله تعالى باب النميمة و منع من قبولها بقوله‌ إِنْ‌

اسم الکتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 117
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست