responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 112

وَ رُوِيَ أَنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَى عِيسَى ع‌ فَإِنِ اتَّعَظْتَ وَ إِلَّا فَاسْتَحْيِ مِنِّي أَنْ تَعِظَ النَّاسَ وَ عَلَامَاتُ السُّفَهَاءِ خَمْسٌ قِلَّةُ الْحَيَاءِ وَ جُمُودُ الْعَيْنِ وَ الرَّغْبَةُ فِي الدُّنْيَا وَ طُولُ الْأَمَلِ وَ قَسْوَةُ الْقَلْبِ.

وَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي بَعْضِ كُتُبِهِ‌ مَا أَنْصَفَنِي عَبْدِي يَدْعُونِي فَأَسْتَحِي أَنْ أَرُدَّهُ وَ يَعْصِينِي وَ لَا يَسْتَحِي مِنِّي.

و نهاية الحياء ذوبان القلب للعلم بأن الله مطلع عليه و طول المراقبة لمن لا يغيب عن نظره سرا و علانية و إذا كان العبد حال عصيانه يعتقد أن الله يراه فإنه قليل الحياء جاهل بقدرة الله و إن كان يعتقد أنه لا يراه فإنه كافر

الباب الحادي و الثلاثون في الحزن و فضله‌

قال الله تعالى‌ وَ ابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ‌ و ما كان حزنه إلا عبادة الله تعالى لا جزعا-

وَ رُوِيَ‌ أَنَّ النَّبِيَّ ص كَانَ دَائِمَ الْفِكْرِ مُتَوَاصِلَ الْحُزْنِ.

مِنْ أَوْصَافِ الصَّالِحِينَ‌

و أن الله تعالى يحب كل قلب حزين و إذا أحب الله قلبا فصب فيه نائحة من الحزن و لا يسكن الحزن إلا قلبا سليما و قلب ليس فيه الحزن خراب و لو أن محزونا كان في أمة لرحم الله تلك الأمة.

فقال مصنف هذا الكتاب ليس العجب من أن يكون الإنسان حزينا بل العجب أن يخلو من الحزن ساعة واحدة و كيف لا يكون كذلك و هو يصبح و يمسي على جناح سفر بعيد أول منازله الموت و مورده القبر و مصدره القيامة و موقفه بين يدي الله تعالى أعضاؤه شهوده و جوارحه جنوده و ضمائره عيونه و خلواته عيانه يمسي و يصبح بين نعمة يخاف زوالها و ميتة يخاف حلولها و بلية لا يأمن نزولها مكتوم الأجل مكنون العلل محفوظ العمل صريع بطنته و عبد شهوته و عريف زوجته متعب في كل أحواله حتى في أوقات لذته بين أعداء كثيرة نفسه و الشيطان و الأمل و العائل يطلبونه بالقوت و حاسد يحسده و جار يؤذيه و أهل يقطعونه و قرين سوء يريد حتفه و الموت متوجه إليه و العلل متقاطرة عليه و لقد جمع هذا كله مولانا

أمير المؤمنين ع بقوله‌- عَيْنُ الدَّهْرِ تَطْرِفُ بِالْمَكَارِهِ وَ النَّاسُ بَيْنَ أَجْفَانِهِ.

و الله لقد أفضح الدنيا و نعيمها و لذاتها الموت و ما ترك لعاقل فيها

اسم الکتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 112
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست