responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 110

وَ اغْتِيَابِهِ لِلْمُؤْمِنِينَ.

و ليس يحسن ظن عبد بربه إلا كان عند ظن عبده به لأن الله تعالى يستحي أن يخلف ظن عبده به و رجائه فأحسنوا الظن بالله و ارغبوا فيما عند الله فإنه سبحانه يقول للظالمين بالله- ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَ لَعَنَهُمْ وَ أَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَ ساءَتْ مَصِيراً

و رأى بعضهم صاحبا له في المنام فقال له ما فعل الله بك فقال غفر لي و محا ذنوبي كلها بحسن ظني به.

-

وَ رُوِيَ‌ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَقُولُ أَنَا عِنْدَ حُسْنِ ظَنِّ عَبْدِي بِي فَلَا يَظُنَّ بِي إِلَّا خَيْراً.

و كان بعضهم كثيرا يسأل الله العصمة فرأى في منامه كلكم يسألني العصمة فإذا عصمتكم جميعا من الذنوب لمن يشمل عفوي و نعم رحمتي.

-

وَ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى دَاوُدَ ع قُلْ لِعِبَادِي لَمْ أَخْلُقْكُمْ لِأَرْبَحَ عَلَيْكُمْ وَ لَكِنْ لِتَرْبَحُوا عَلَيَّ.

صَدَقَ اللَّهُ الْعَظِيمُ و دليل ذلك أنه جعل الحسنة بعشر و زاد لمن يشاء بسبعمائة ضعف لقوله تعالى‌ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ و جعل السيئة سيئة واحدة و الاهتمام بالحسنة حسنة و إن لم يفعلها و لا شي‌ء في الاهتمام بالسيئة إن لم يفعلها و جعل التوبة من الذنب حسنة و إنه تعالى‌ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ‌ فدل ذلك على أنه خلقنا ليربحنا عليه في معاملته‌

وَ رُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ الْعَسْكَرِيِّ ع‌ أَنَّ أَبَا دُلَفَ تَصَدَّقَ بِنَخْلَةِ تَمْرٍ ثُمَّ أَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ تَمْرَةٍ مِنْهَا قَرْيَةً وَ كَانَ فِيهَا ثَلَاثَةُ آلَافِ تَمْرَةٍ وَ سِتُّونَ تَمْرَةً فَأَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا ثَلَاثَةَ آلَافِ قَرْيَةٍ وَ ستون [سِتِّينَ‌].

وَ رُوِيَ‌ أَنَّ امْرَأَةً فِي زَمَانِ دَاوُدَ ع خَرَجَتْ مِنْ دَارِهَا وَ مَعَهَا ثَلَاثَةُ أَرْغِفَةٍ وَ ثَلَاثَةُ أَرْطَالٍ شَعِيراً فَسَأَلَهَا فَقِيرٌ فَأَعْطَتْهُ الثَّلَاثَةَ الْأَرْغِفَةِ وَ قَالَتْ أَطْحَنُ الشَّعِيرَ وَ آكُلُ مِنْهُ وَ هُوَ فِي شَيْ‌ءٍ عَلَى رَأْسِهَا فَهَبَّتْ رِيحٌ عَاصِفَةٌ فَأَخَذَتْهَا مِنْ رَأْسِهَا فَوَحَشَتْ لِذَلِكَ وَ ضَاقَ صَدْرُهَا فَأَتَتْ دَاوُدَ ع وَ شَكَتْ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهَا امْضِي إِلَى ابْنِي سُلَيْمَانَ فَاحْكِي لَهُ ذَلِكِ فَمَضَتْ إِلَيْهِ فَأَعْطَاهَا أَلْفَ دِرْهَمٍ فَرَجَعَتْ إِلَى دَاوُدَ فَأَخْبَرَتْهُ فَقَالَ رُدِّيهَا عَلَيْهِ وَ قُولِي لَهُ مَا أُرِيدُ إِلَّا أَنْ تُخْبِرَنِي لِمَ أَخَذَتِ الرِّيحُ شَعِيرِي فَقَالَ لَهَا سُلَيْمَانُ يَا امْرَأَةُ قَدْ أَعْطَيْنَاكِ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَقَالَتْ مَا آخُذُهَا فَأَعْطَاهَا ألف [أَلْفاً] أُخْرَى فَرَجَعَتْ إِلَى دَاوُدَ ع فَأَخْبَرَتْهُ فَقَالَ لَهَا رُدِّيهَا وَ قُولِي لَهُ لَمْ آخُذْ شَيْئاً بَلِ اسْأَلِ اللَّهَ أَنْ يُحْضِرَ

اسم الکتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 110
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست