فإنما يكون حسن ظن العبد
بربّه على قدر خوفه منه و إن أحسن الناس بالله ظنا أشدهم خوفا منه فدعوا الأماني
منكم و جدوا و اجتهدوا و أدوا إلى الله حقه و إلى خلقه فما صنع أحد حقه إلا كان
براءة من النار و ليس لأحد على الله حجة و لا بين أحد و بين الله قرابة فما ضرب
الله تعالى مثل آدم في أنه عصى بأكل حبة إلا عبرة لكم و تذكرة-
أراد بها أن أباكم آدم
الذي هو أصلكم قد اصطفاه و جعله أبا الأنبياء سماه عاصيا و أهبطه من الجنة إلى
الأرض و طفق هو و أمكم حواء يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ
الْجَنَّةِ^ لأجل أكل حبة واحدة فكيف بكم و أنتم تأكلون البيادر كلها هذا هو الطمع
العظيم في جنب الله و ينبغي أن يكون الرجاء و الخوف كجناحي طائر في قلب المؤمن إذا
استويا حصل الطيران و إذا حصل أحدهما دون الآخر فقد انكسر أحد الجناحين و حصل
النقص في القلب و في العمل و ينبغي للعبد أن يبسط رجاه في الله تعالى و يحدث في
نفسه أن يعاين من عفوه و رحمته و كرمه عند لقائه ما لم
اسم الکتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد الجزء : 1 صفحة : 108