و أما ما جاء من الخوف و
الخشية في القرآن فكثير مثل قوله تعالى وَ خافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ و قال فَإِيَّايَ
فَارْهَبُونِ و قال في مدح قوم يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ و قال وَ لِمَنْ
خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ و قال وَ أَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَ
نَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى و قال إِنَّما
يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ و الخشية ثمرة العلم و لا علم لمن لا
خشية له و الخشية سراج النفس به تهتدي من ظلمتها و ليس الخوف من يبكي و يمسح دموعه
و إنما ذلك خوف كاذب و إنما الخائف من يترك الأمر الذي يعذب عليه و لو خاف الرجل
النار كما يخاف الفقر لأمن منها و إن المؤمن لا يطمئن قلبه و لا تسكن روعته حتى
يترك جسر جهنم
اسم الکتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد الجزء : 1 صفحة : 106