و اعلم أن أحسن الأحوال
أن تحفظ لسانك من الغيبة و النميمة و لغو القول و تشغل لسانك بذكر الله تعالى أو
في تعلم علم فإنه من ذكر الله فإن العمر متجر عظيم كل نفس منه جوهرة فإذا ترك
الذكر و شغل لسانه باللغو كان كمن رأى درة فأراد أن يأخذها فأخذ عوضها مدرة لأن
الإنسان إذا عاين ملك الموت لقبض روحه فلو طلب منه التأخير على أن يتركه ساعة أو
نفسا واحدا يقول لا إله إلا الله بملك الدنيا لم يقبل منه كم ضيع الإنسان من ساعة
في لا شيء بل ساعات و أيام فهذا هو الغبن العظيم و إن المؤمن هو الذي يكون نطقه
ذكرا و صمته فكرا و نظره اعتبارا