اسم الکتاب : الولاية الالهية الاسلامية او الحكومة الاسلامية المؤلف : المؤمن القمي، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 240
ويح قريش قد نهكتهم الحرب ألا خلّوا بيني و
بين العرب؛ فإن أك صادقا أجرّ الملك إليهم مع النبوّة، و إن أك كاذبا كفيتهم ذؤبان
العرب لا يسألني اليوم امرؤ من قريش خطّة ليس للّه فيها سخط إلّا أجبتهم إليه.
قال: فوافوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فقالوا: يا محمّد ألا
ترجع عنّا عامك هذا إلى أن ينظر إلى ما ذا يصير أمرك و أمر العرب، فإنّ العرب قد
تسامعت بمسيرك، فإن دخلت بلادنا و حرمنا استذلّتنا العرب و اجترأت علينا و نخلّي
لك البيت في العام القابل في هذا الشهر ثلاثة أيّام حتّى تقضي نسكك و تنصرف عنّا.
فأجابهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إلى ذلك.
و قالوا له: و تردّ إلينا كلّ من جاءك من رجالنا و نردّ إليك كلّ من
جاءنا من رجالك.
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: من جاءكم من رجالنا فلا حاجة
لنا فيه و لكن على أنّ المسلمين بمكّة لا يؤذون في إظهارهم الإسلام و لا يكرهون و
لا ينكر عليهم شيء يفعلونه من شرائع الإسلام، فقبلوا ذلك ....
و رجع سهيل بن عمرو و حفص بن الأحنف إلى قريش فأخبراهم بالصلح ....
و رجع حفص بن الأحنف و سهيل بن عمرو إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه
و آله و قالا: يا محمّد قد أجابت قريش إلى ما اشترطت عليهم من إظهار الإسلام و أن
لا يكره أحد على دينه.
فدعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بالمكتب[1]
و دعا أمير المؤمنين عليه السّلام و قال له: اكتب، فكتب أمير المؤمنين عليه
السّلام: «بسم اللّه الرحمن الرحيم». فقال سهيل بن عمرو: لا نعرف الرحمن، اكتب كما
كان يكتب آباؤك «باسمك اللّهمّ» فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
اكتب «باسمك اللّهمّ» فإنّه اسم من أسماء اللّه.
ثمّ كتب: «هذا ما تقاضى عليه محمّد رسول اللّه و الملأ من قريش».
فقال سهيل ابن عمرو: لو علمنا أنّك رسول اللّه ما حاربناك، اكتب: «هذا ما تقاضى
عليه محمّد ابن عبد اللّه» أ تأنف من نسبك يا محمّد؟! فقال رسول اللّه صلّى اللّه
عليه و آله: أنا رسول اللّه و إن لم تقرّوا، ثمّ قال: امح يا عليّ و اكتب «محمّد
بن عبد اللّه». فقال أمير المؤمنين عليه السّلام: ما