اسم الکتاب : الولاية الالهية الاسلامية او الحكومة الاسلامية المؤلف : المؤمن القمي، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 221
على رجل و سمّوه إماما كان ذلك للّه عزّ و
جلّ رضا، فإن خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردّوه إلى ما خرج منه، فإن أبى
قاتلوه على اتّباعه غير سبيل المؤمنين و ولّاه ما تولّى و أصلاه جهنّم و ساءت
مصيرا ... و اعلم يا معاوية أنّك من الطلقاء الّذين لا تحلّ لهم الخلافة و لا تعقد
معهم الإمامة و لا يدخلون في الشورى[1].
فهذا الكلام المبارك مع غمض العين عن ذكره لمبايعة قوم و ظهوره في
دخل البيعة في ثبوت الولاية قد دلّ على أنّ اجتماع قوم خاصّ من المهاجرين و
الأنصار لا يدخل فيهم مثل معاوية الّذي هو من الطلقاء، و اختيارهم لأحد و تسميتهم
له إماما دخيل في ثبوت الإمامة و الولاية له، و كان هذا الّذي سمّوه إماما محلّ
رضا اللّه تعالى، و بهذه العلّة كان أبو بكر و عمر و عثمان أئمّة، و حيث إنّ نفس
هذا الجمع بايعوا عليّا عليه السّلام و سمّوه إماما فهو أيضا إمام و على الناس
الآخرين كلّهم سواء كانوا حاضرين في المدينة أو غائبين عنها اتباع هذه التسمية و
الانتخاب، و لذلك أيضا فعلى معاوية أن يتبع انتخاب هذه الشورى، فإن خرج عن أمرهم
خارج ردّوه إلى الحقّ و إلّا قاتلوه و كانت جهنّم مصيره.
2- و منها قوله عليه السّلام في خطبة خطبها حين مسير أصحاب الجمل إلى
البصرة:
أيّها الناس إنّ أحقّ الناس بهذا الأمر أقواهم عليه و أعلمهم بأمر
اللّه فيه و أعملهم به، فإن شغب شاغب استعتب، فإن أبى قوتل، و لعمري لئن كانت
الإمامة لا تنعقد حتّى تحضرها عامّة الناس فما إلى ذلك سبيل و لكن أهلها يحكمون
على من غاب عنها، ثمّ ليس للشاهد أن يرجع و لا للغائب أن يختار[2].
و هذه المقالة المباركة بعد ذكر شرائط ثلاثة لمن هو أحقّ بالإمامة و
بعد ذكر وجوب التبعية له أفاد أنّ انعقاد الإمامة و إن لم يحتجّ إلى حضور عامّة
الناس و إنشاء الرأي في إمامة من يجعل إماما، إلّا أنّها مع ذلك ينعقد برأي جمع
خاصّ عبّر عنهم
[1]-تمام نهج البلاغة: الكتاب
29 ص 807، نهج البلاغة: الكتاب 6.