اسم الکتاب : الولاية الالهية الاسلامية او الحكومة الاسلامية المؤلف : المؤمن القمي، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 164
و لا يدفعني دافع من الولاية و القيام بأمر
رعيّته من بعده، ثمّ كان آخر ما تكلّم به في شيء من أمر امّته أن يمضي جيش اسامة
و لا يتخلّف عنه أحد ممّن أنهض معه، و تقدّم في ذلك أشدّ التقدّم، و أوعز فيه أبلغ
الإيعاز[1]، و أكّد
فيه أكثر التأكيد، فلم أشعر بعد أن قبض النبيّ عليه السّلام إلّا برجال من بعث
اسامة بن زيد و أهل عسكره قد تركوا مراكزهم و أخلوا مواضعهم، و خالفوا أمر رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و آله فيما أنهضهم له و أمرهم به و تقدّم إليهم من ملازمة
أميرهم و السير معه تحت لوائه، حتّى ينفذ لوجهه الّذي أنفذه إليه، فخلّفوا أميرهم
مقيما في عسكره، و أقبلوا يتبادرون على الخيل ركضا إلى حلّ عقدة عقدها اللّه عزّ و
جلّ لي و لرسوله صلّى اللّه عليه و آله في أعناقهم، فحلّوها، و عهد عاهدوا اللّه و
رسوله فنكثوه، و عقدوا لأنفسهم عقدا ضجّت به أصواتهم، و اختصّت به آراؤهم، من غير
مناظرة لأحد منّا بني عبد المطّلب، أو مشاركة في رأي، أو استقالة لما في أعناقهم
من بيعتي، فعلوا ذلك و أنا برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله مشغول، و بتجهيزه عن
سائر الأشياء مصدود، فإنّه كان أهمّها و أحقّ ما بدئ به منها، فكان هذا يا أخا
اليهود أقرح ما ورد على قلبي، مع الّذي أنا فيه من عظيم الرزيّة و فاجع المصيبة، و
فقد من لا خلف منه إلّا اللّه تبارك و تعالى، فصبرت عليها إذ أتت بعد اختها، على
تقاربها و سرعة اتّصالها.
ثمّ التفت عليه السّلام إلى أصحابه، فقال: أ ليس كذلك؟ قالوا: بلى يا
أمير المؤمنين.
فقال عليه السّلام: و أمّا الثالثة يا أخا اليهود فإنّ القائم بعد
النبيّ صلّى اللّه عليه و آله كان يلقاني معتذرا في كلّ أيّامه و يلوم غيره [و
يلزم غيره- خ ل] ما ارتكبه من أخذ حقّي و نقض بيعتي و يسألني تحليله، فكنت أقول:
تنقضي أيّامه ثمّ يرجع إليّ حقّي الّذي جعله اللّه لي عفوا[2]
هنيئا من غير أن احدث في الإسلام مع حدوثه و قرب عهده بالجاهلية حدثا في طلب حقّي
بمنازعة، لعلّ فلانا يقول فيها: نعم، و فلانا يقول: لا،