ما حكاه مالك بن أنس رضي اللّه عنه، ان عمر بن عبد العزيز رضي اللّه
عنه لما وليّ الخلافة دخل عليه محمد بن كعب و عنده هشام بن مصاد، و قد وعظه
فابكاه[2]، فقال[3] له محمد: ما الذي أبكاك[4] يا امير المؤمنين؟ (قال: ابكاني
هشام حين ذكرني وقوفي بين يدي ربي)[5]، فقال له
محمد: يا امير المؤمنين[6] إنما
الدنيا سوق من الاسواق منها خرج الناس بما نفعهم[7]،
و منها خرجوا بما ضرهم، فلا تكن من القوم الذي قد غرّهم منها مثل الذي اصبحنا فيه
حتى اتاهم الموت فإستفرغهم منها، فخرجوا[8]
حاسرين ملومين لم يأخذوا لما أحبوا من الآخرة عدة، و لا لما كرهوا جنة، فاقتسم ما
اجمعوا من لا يحمدهم، و صاروا إلى من يعذرهم، فأنظر يا أمير المؤمنين إلى تلك
الاعمال التي تغبطهم[9] بها
فاخلفهم