و سبل من ساير الملك ان لا يساويه في محجته،
و لا يدني رأس[1] دابة من
دابته، و لا يأخذ عليه مهب الريح في مسايرته، و لا يركب فرسا شعتا[2] و لا حرونا فيقف عنه، و لا[3] كثير الصهيل و لا ما فيه عيب يضحك
منه.
و ينبغي[4] ان يكون
عارفا بالمنازل و المناهل، داريا بكل ما تقع عليه عين الملك او يسأله عنه من
المياه و الانهار و النبات و الاشجار، و يمضي ساعات الليل و النهار عارفا بالكواكب
و انتقالاتها و منازل القمر و هيئاتها، و ان لا يظهر التعب و الكلال، و ان يخفي
السعال و العطاس، و ليكن متفقدا لنكتته[5]
ظريفا في محادثته، صبورا على السهر غير متشاغل بالفكر، حافظا للاسرار و ما يطلع
عليه من الاخبار، معتمدا للصيانة و مؤديا للامانة.
و اذا لاعب الملك بالشطرنج فلا يظهر في لعبة (التحاذق[6] عليه، اما في حال الفروسية فقد
اطلق[7] الملوك)[8] التحاذق عليهم في الميدان (و
اللّه سبحانه أعلم بالصواب)[9].