اعلم[1] انه اذا
اخلصك الملك[2] لخاصته،
و جعلك من اهل مجالسته فالزم الصمت و استعمل الوقار و لا تحدثه بادئا، و لا تعدّ
حديثك عليه ثانيا، و لا تفصّل[3] حديثا
بحديث، و لا تعارض احدا في حديث و اخفض من صوتك و اختصر في لفظك، و لا تغتب[4] احدا عنده[5]،
و ان كثرت عيوبه و عظمت ذنوبه.
و اذا جالست الملك[6] فغض
عينيك[7] و ضم
شفتيك و لا تقولن في غيبته ما لا تقوله[8]
في حضرته، و لا تأمن ان يكون له عليك عيون ترفع اليه اخبارك و تورد عليه اسرارك. و
انشدني (8) بعضهم في المعنى يقول[9]:
اذا
صحبت الملوك فالبس
من
التوقي أعز ملبس
و
ادخل اذا دخلت اعمى
و
اخرج اذا خرجت أخرس
و اذا كان لك الى الملك حاجة فلا ترفعها إليه ما لم يكن وجهه بسيطا و
قلبه نشيطا، و ليكن على مقدار حقك لا على عزمك، و اذا طلبتها منه فقصّر المقال
[5] - العبارة من قول لابن عباس عن ابيه في المستطرف 1/
113- 114. و لفظه:« لا تفشين له سرا و لا تجرين عليه كذبا و لا تغتابن عنده أحدا».
و هي أيضا في عيون الاخبار 1/ 19. و سراج الملوك للطرطوشي، ص 203.