و ذكر بعض الملوك[1]
في وصية لولي[2] عهده:
إذا[3] هممت
بخير فعجله، و اذا هممت بخلافه فتأن فيه و ارحم ترحم. و كان يقال: العجلة مكروهة[4] قبيحة الا في ثلاثة اشياء: في
اصطناع المعروف إذا امكن، و في تزويج البكر إذا خطبت، و في دفن الميت إذا مات.
الوصف الثالث عشر- المزاح
اعلم[5] ان
المزاح شاغل[6] عن
الامور المهمة مذهل عن النوائب الملمه، يذهب الهيبة و الوقار و ليس لمن و سم به
مقدار، يزيح عن الحقوق و يفضي إلى العقوق، و يوغر صدور الاصحاب و يجانب محاسن
الآداب، و يذهب البهاء و يجرّىء السفهاء، اوله حلاوة و آخره عداوة.
قال عمر بن عبد العزيز رضي اللّه عنه[7]:
اتقوا المزاح فإنه حمقة تورث الضغينة. و قال[8]
اكتم بن صيفي:[9] المزاح
يذهب البهاء و المهابة فاحذروه. و اوصى مسلم بن قتيبة اولاده فقال: لا تمازحوا
فيستخف بكم نظراؤكم و يجترىء عليكم اكفاؤكم، و هو مسلبة للهيبة مقطعة للصحبة اوله
فرح و آخره ترح. و قيل: إذا مازح
[5] - الجمل و المعاني في ادب الدنيا و الدين ص 298.
منها:« للمزح ازاحة عن الحقوق و مخرجا الى القطيعة و العقوق».« يذهب عنه الهيبة و
البهاء و يجرىء عليه الغوغاء و السفهاء».
[7] - قارن القول: في ادب الدنيا و الدين ص 298. و في
الاحياء 3/ 128. و لفظه:« اتقوا اللّه و اياكم و المزاح فانه يورث الضغينة و يجرّ
الى القبيح».
[8] - المعنى من قول لبعض الحكماء في ادب الدنيا و
الدين ص 298. و نصة:« من كثر مزاحه زالت هيبته»
[9] - اكتم بن صيفي: هو اكتم بن رياح بن الحارث
التميمي. عاش في الجاهلية و الاسلام و توفي عام 9 ه. كان من الاشراف و زعيما
لقبيلة بني نميم اشتهر بالامثال و الحكم و الاشعار و كان من افصح العرب. قارن عنه:
الفهرست ص 115. الاصابة 1/ 113. سرح العيون ص 31- 34.
الاستيعاب 1/ 145- 147. العقد
الفريد لابن عبد ربه 3/ 76- 80.