responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اساس السياسة المؤلف : القفطي، على بن يوسف    الجزء : 1  صفحة : 81

قال: فلم عرّضت بزوال هذه المسرّة؟ و لم عقبت ما تقدّم منك من المبرة بهذه المضرّة؟

فاستعفته، فامتنع من إعفائها. فأقسمت عليه فأقسم لتخبرنّه بهذه القصة التي قد أصرّت على إخفائها.

فقالت: و كيف لا أبكي لفقد هذه الحال السارة؟ و أتأسف على خروجي من ظلّ عزّ المملكة، و حمى دار الإمارة؟

فقال لها: ما هذا الوسواس الذي قد ملك عليك بالك؟ و ما هذا الفأل الذي أوقعك فيه الرأي القائل لا أبا لك؟!

[أسباب زوال الملك‌]

قالت: و أي ملك يبقى و قد فشا الظلم في الرعية. و ضعفت عن دفعه من السلطنة يدها القوية. و لم يبق من لا يخشى ظلم غيرك.

و لا خير يرجى من أحد إلّا فضلك و خيرك، و قد أهملت مع ذلك- أيها الملك- النظر في أمور رعيتك و المباشرة لأحوالهم، و أعرضت عنهم إعراض المغضب عليهم. فانقطعت من حسن الظنّ بجميل الرأي فيهم عرى آمالهم. فلو نظرت إليهم في كل أسبوع نظرة لعرفت بها في وجوههم نضرة النعيم. و استروحوا إليك و لو بمجرد الشكوى كما يستريح إلى الطبيب بشكوى بثه السقيم. فإنّ المريض ينتعش عند رؤية طبيبه قواه. و يجد لذلك من الأثر في نفسه ما لا يجده لنافع دواه.

اسم الکتاب : اساس السياسة المؤلف : القفطي، على بن يوسف    الجزء : 1  صفحة : 81
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست