الدرّ و الياقوت أنواعه و صنوفه. و استكثرت
فيه من بدائع الآلات.
و عجائب الحركات و النغمات. و من المياه المنخرقة و الجداول
المتدفقة. و شخوص الأطيار الناطقة بغرائب الألحان. و فنون الفواكه و الزهر و
الريحان. و نفائس الفرش و النمارق[1] البديعات
الألوان صنوان[2] و غير
صنوان. ما كان في وقته قيد العيان. و شغل اللسان و عمارة الآذان. و كانت قد سترت
عن الملك في طول هذه المدة حذقها بصناعة العود[3].
و ذخرت ذلك لهذا اليوم الموعود. ثم دعت الملك إلى مجلسها و قد أظهرت من زينتها ما
يناسب زينته. و برزت من تجملها في قالب استوفى من الجمال جملته.
فلما دخل عليها راقه ما رأى من بديع جمالها. و أطربه ما شاهده في ذلك
المجلس من جميل اهتمامها و جليل احتفالها. فلما استقرّ به مجلسه، و طاب به أنسه. و
نال بقدر الحاجة ممّا هيىء من ذلك الطعام. و شرع في استدعاء السرور بتناول كاسات
المدام.
أخذت العود. و قد حفّت بها طالع السعود. و غنّت غناء كاد يذيب
الجوامد الجلامد. فكانت كما قيل[4]
[المنسرح]:
[1] النمارق ج. نمرق، و هي الوسادة الصغيرة يتكأ عليها.
[2]الصنو:
الأخ الشقيق و الابن و العم ج. أصناء و صنوان، و الأنثى صنوة، و يقال هذا للنبات و
غيره.
[3]صناعة
العود: هي صناعة قديمة عرفها العرب منذ العصر الجاهلي ثم تطورت و خصها الخوارزمي
الكاتب بفصل واسع و لا تزال بغداد تعنى بهذه الصناعة. انظر: مفاتيح العلوم، الباب
السابع، 239- 246.
[4]البيت
بلا عزو في التذكرة الفخرية، 230. و لكشاجم في ديوانه، 465( رقم 460)؛ من غاب عنه
المطرب( تح: السامرائي)، 193 و فيه: يبق .. تمنت( و هي الرواية المفضلة).