و خصّ من بينها مصره. فإنه من الملوك الذي[1] سعدت به من الملوك رعيّته. و طويت
على النّصح لها و الشّفقة عليها طويّته. و حبّب إليه العدل و الإنصاف. و ورد من
مناهل حسن السياسة كلّ نمير [...][2]. و أحله
اللّه من شريف المناصب و كريم الضرايب[3] شرفا
رفيعا. و جمع لأيامه المحامد و المحاسن جميعا. فمهّد للأمة من برّه و لطفه كنفا
وسيعا. و أنالهم من عرفه و عطفه ما أرعاهم روض الأماني هنيا مريا مريعا. و لم نلهه
إن كان ملكا مطاعا أن يكون لمالكه عبدا مطيعا.
فالفضايل في دولته مطلعة رؤوسها، و الآداب طالعة أقمارها و شموسها، و
الآمال المشتطّة[4] لا تناجى
بسوى قصد مكارمه نفوسها. و القائلون في ظلّ عزّ سلطانه عن الحوادث مبعدون لا
يسمعون حسيسها. و وجب على من شمله عدله، و لم يقعد به أمله عن أن يكون ممّن يناله
فضله. و كان قد أوتي من البيان فضلا، و منح من معروف اللّسان حظّا صار به للقول
أهلا. أن يخدم مقامه الرفيع