و أفادنا ابن النديم في كتابه الخالد الفهرست أن الإسكندر المقدوني كان أول من سمر بالليل، و
قد زودنا بأسماء العشرات ممّن ألّفوا في الأسمار من بينهم كتّاب بارزون و وزراء و
شعراء لامعون، و آخرون لا نعرف عنهم أي شيء.
و لقد جاءت هذه الأسمار ضمن الفن الأول من المقالة الثامنة تحت
عنوان: «في أخبار المسامرين و المخرّفين و أسماء الكتب المصنّفة في الأسمار» (الفهرست، ص ص 363- 367، ط.
تجدّد، طهران).
و لا ننس هنا الإشارة- مجرد الإشارة- إلى
ألف ليلة و ليلة، الذي وصلت إلينا قطعة صغيرة منه مكتوبة في القرن الثالث للهجرة/
التاسع للميلاد، نشرتها الدكتورة نبيهة عبود (من العراق).
و المخطوطة محفوظة اليوم في المعهد الشرقي بجامعة شيكاغو الأميركية.
(انظر: أقدم المخطوطات العربية في مكتبات العالم
لكوركيس حنا عواد، منشورات وزارة الثقافة، بغداد، 1982 م، ص 90).
و على سبيل الاستطراد، نوضّح أن من ثمار اتصال العرب بالفرس كان
ترجمة بعض الفرس إلى اللغة العربية كتبا شتّى في العلوم و التاريخ و السّير و
الموسيقى و الأخلاق و نظام الحكم:
- فقد بدأت ترجمة الكتب التاريخية إلى العربية في عهد مبكّر فكان في
مكتبة هشام بن عبد الملك كتاب في تاريخ الفرس و سياستهم (ترجم من الفارسية إلى
العربية).
- و كان العديد من الوزراء العباسيين فرسا، لكنهم برعوا في اللغة
العربية و الأدب العربي.