و انظر مقدّمة الأستاذ ميخائيل عواد (1912-
1995 م)- رحمه اللّه- ل رسوم دار الخلافة
للصابئ (448 ه)، المنشور في بغداد، 1383 ه/ 1964 م، ص 51.
لقد بذلت جهودا مضنية للظفر بهذه المخطوطة و الإفادة منها غير أن
جهودي تبدّدت حيث ضاعت هذه النسخة أثناء الحرب العالمية الثانية بين سمع الأرض و
بصرها!!
- و عودا على بدء، أقول إن أساس السياسة من الكتب التي تعرف ب «نصيحة الملوك» أو «أدب المرايا» أو «الآداب
السلطانية»، جسّد فيه الوزير القفطي آراءه السياسية و الفكرية في صورة غير مباشرة،
مازجا بين الثقافات الفارسية و اليونانية و الإسلامية، و هو نمط نادر في النصوص
السياسية القليلة التي تأدّت إلينا عبر قرون من الزمن.
- إنّ صاحب إنباه الرواة صنّفه و هو في غمرة شبابه، حيث كان يتردد على القاضي الفاضل: عبد
الرحيم بن علي البيساني (529- 596 ه) و الذي كان يعدّ بحقّ أمير الأدب العربي في
عصره، و هو الذي شجّع القفطي و توقّع له المستقبل الخطير الذي ناله بجدارة لاحقا
كما هو مشهور و هو- القاضي- من أطلق على هذا الكتاب اسم أو عنوان «أساس السياسة».
- لقد ألّف القفطي كتابه المبتكر الأصيل هذا للملك العزيز (عثمان بن يوسف
صلاح الدين الأيوبي (567- 595 ه). و كان هذا الملك من ألمع ملوك بني أيوب، و يروي
المؤرخون أنه كان يمتلك ثقافة إسلامية واسعة، و معرفة عميقة بالحديث، و كانت
الرعية تقدّره كثيرا.
- عمد مؤلّف الكتاب إلى أسلوب مبتكر حقا، بل لم يكن