responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفتاح الهداية في شرح تحرير الوسيلة (القضاء) المؤلف : المقتدائي، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 1

مقدّمة الناشر

- أ-

إنّ الكتب المعدّة لبيان الفتاوى من جانب فقهائنا وإن كانت كثيرة من الصدر الأوّل إلى يومنا هذا، لكن من المعلوم أنّها ليست في مرتبة واحدة في صيرورتها محلًا للاعتناء التامّ ومركزاً للتوجّه العامّ من جانب الفقهاء والباحثين في أبحاثهم الدراسية والاستدلالية ونشاطاتهم التعليمية والفقهية؛ فإنّ قليلًا منها قد حاز هذه الرتبة وصار مداراً للشروح والتعاليق من جانب فقهاء آخرين.

وذلك مثل «شرائع الإسلام» و «قواعد الأحكام» في القرون الماضية و «العروة الوثقى» و «وسيلة النجاة» في القرن الأخير؛ فإنّ هذه الكتب قد أصبحت محوراً للشروح والتعاليق بما لا يعدّ ولا يحصى.

هذا، و «تحرير الوسيلة» بالرغم من أنّه لايصل تأريخ كتابته إلى نصف قرن، قد أقبل إليه كثير من الفقهاء في أبحاثهم الفقهية، فجعلوه متناً لدراساتهم العليا وشروحهم الاستدلالية وتعاليقهم الفقهية والحمد لله.

ثمّ إنّ الإمام الخميني (س) قد علّق أوّلًا على «وسيلة النجاة» للفقيه آية الله السيّد أبوالحسن الأصفهاني (قدس سره) على النهج المعروف بين الفقهاء، ثمّ أخذ في إدخال هذه التعاليق في متن الكتاب عند ما نفى إلى تركيا، وأكمل ذلك في‌

- ب-

منفاه الثاني وهو النجف الأشرف وسمّاه ب- «تحرير الوسيلة»، لكن أضاف إليه بعض الأبحاث التي لم تكن في ذلك، فأصبح بحمد الله كتاباً حافلًا لكلّ أبواب الفقه المحتاج إليها الآن من الطهارة إلى الديات بما فيها كثير من المسائل المستجدّة التي أضافها إليه في الصفحات الأخيرة منه، حتّى يكون الكتاب شاهداً لشمولية الفقه لحياة الإنسان بكلّ أبعادها، ودليلًا للاتّجاه الحيّ والفعّال لفقه الشيعة وفقهاء مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) إلى المسائل المستجدّة والمواضيع الحديثة في حياة الإنسان ومجتمعه.

ثمّ إنّ مؤسّسة تنظيم ونشر آثار الإمام الخميني (س) قد قامت لحدّ الآن بإعداد كثير من الشروح والتعاليق التي ألّفها الفقهاء والمجتهدون على «تحرير الوسيلة» ونشرها، حيث إنّ هذه المؤسّسة تعتبر هذا الأمر خطوة كبيرة وأساسية في العمل لفقه الشيعة والاهتمام به وكذا في توسعة المباني الفقهية والاجتهادية للإمام الخميني (س) وتثبيتها.

«مفتاح الهداية في شرح تحرير الوسيلة» أحد هذه الشروح الاستدلالية وهي لم تتمّ بعد، وما نقدّمه إليكم الآن هو الشرح على كتاب القضاء وقد قام بتأليفه الفاضل المحقّق سماحة آية الله الشيخ مرتضى المقتدائي، والمؤسّسة تأمّل‌وترجو من الله تبارك وتعالى أن يوفقه لاستمرار العمل وإكمال الشرح والحمد لله.

مؤسّسة تنظيم ونشر آثار الإمام الخميني (س)

فرع قم المقدّسة- قسم البحوث‌

- ج-

مقدّمة المؤلّف‌

الحمد لله الذي جعل الحمد شكراً لنعمائه، والصلاة على محمّد وآله وسيلة للنيل إلى محبّة الرسول وآله.

وبعد، كنت افكّر في سالف الزمان أن آخذ ذريعة لأتوصّل بها إلى التوفيق في نشر الفقه الإمامي. وبما أنّي تلمّذت أيّامي الدراسية عند الفقهاء والمجتهدين خاصّة فقيه المتألّه والاصولي الكامل ووحيد الدهر الإمام الخميني (س) ويا حيف! بعد قليل من فيوضاته، في قم المقدّسة؛ أبعده جور الزمان وفتن السلطان الجائر عن امّته الإيرانية. ولكن ابتلائه بالبلاء صار سبباً لفوائد كثيرة للُامّة الإسلامية في كافّة أقطار العالم خاصّة العالم الإسلامي؛ في توفيقه لقيادة الثورة الإسلامية في إيران. ومن جملتها أيضاً أن سمحه الفرصة إلى إدخال حواشيه على «وسيلة النجاة» منضمّاً إلى المتن كفتاواه في الفقه الإمامية، التي سمّاها ب- «تحرير الوسيلة» حيث حرّرها على نهج «وسيلة النجاة» للسيّد الأصفهاني (ره) وفي منفى في تركيا.

وإنّي بحمد الله بعد أن استقرّت الحكومة الإسلامية في إيران بيده الشريف‌

- د-

وفّقني الله أن أكون أحد الأشخاص الذين أدّوا وظيفتهم تحت راية الجمهورية الإسلامية في الدولة الكريمة وذلك كانت في الامور القضائية وفصل الخصومة بين الناس وبما أنّي كنت في بعض الأزمان من سنوات خدمتي في مصادر القوّة القضائية وأخذت أسفاراً حقوقية وقضائية إلى أنحاء البلاد- من الإسلامية وغيرهم- طيلة أكثر من عشرين سنة وباحثت فنّياً مع العلماء وخبراء القضاء والأخصّائيين في البلاد الإسلامية وغيرها. وذلك كانت ببركة ما اذخرته عند أساتذتي الفقهاء في حلقات الدروس الخارج في الحوزات العلمية. ولهذا صممت أن احرّر بحوثاً تطبيقية في الفقه خاصّة الفقه القضائي ورأيت كتاب «تحرير الوسيلة» الذي ألّفها سيّدنا الاستاذ، قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخميني (س) كتاباً جامعاً يليق للشرح عليه وجعلته متناً لحلقة درس الخارج في الفقه في الحوزة العلمية في قم المقدّسة وألقيتها على كثير من الفضلاء. وفي نفس الزمان كتبت شرحاً كاملًا على بعض الكتب من ذلك الكتاب.

وما بأيديكم كتحفة قليلة نفيسة ثمينة قيمة من سلسلة كتب الفقهية التي سمّيتها: ب- «مفتاح الهداية في شرح تحرير الوسيلة». وإلى الآن بحمد الله تمّ شرح كتاب القضاء، والشهادات، والحدود، والقصاص، وإلقائها الدراسي أيضاً، على كثير من الفضلاء، وفي قليل من الزمان سيتمّ شرح كتاب الديات إن شاء الله.

وهذا المعروض بأيديكم، شرح مبحث القضاء من كتاب «تحرير الوسيلة» وبوسعي حاولت للجمع بين ما فهمت من الحلقات الدراسية لسيّدنا الاستاذ قبل الثورة الإسلامية وأيضاً ما أثبته في كتاب «تحرير الوسيلة»؛ مع ما جربته في سنوات الخدمة في القوّة القضائية في جمهورية إيران الإسلامية وكنت أودّ أن‌

- ه-

أهدى إلى ساحة فقه الشيعة والأخصّائيين والمشتاقين في تحقيق التفصيلي في فقه الإسلامي من القرّاء الكرام أهمّ تجربتي في سالف الزمان في القضاء وفصل الخصومة. ولذا باحثت بحثاً جامعاً تطبيقياً؛ مع أنّي ربما غيّرت ترتيب البحث في قليل من المسائل مع ما أوردت من المناقشات في بعض من فتاواه الشريفة وأخذت رأياً جديداً. ولكن في كثير من المسائل بعد البحث وطرح المناقشات والدفاع عن الإيرادات وافقت رأيه الشريف.

واللازم عليّ في ختام هذه المقدّمة، هو الشكر لسماحة حجة الاسلام والمسلمين نامدار- دامت تأييداته- حيث أتعب نفسه لتخريج المصادر التكميلية، وفّقه الله لخدمة فقه آل الرسول (عليهم السلام).

وأسئل الله تعالى أن يكون سعيي مقبولًا عنده ومفيداً للفضلاء الباحثين في الفقه الإسلامي إن شاء الله.

مرتضى المقتدائي‌

اسم الکتاب : مفتاح الهداية في شرح تحرير الوسيلة (القضاء) المؤلف : المقتدائي، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 1
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست